حث الموفد العربي والدولي المشترك، الأخضر الإبراهيمي، خلال لقائه يوم أمس الأربعاء بوزير خارجية الصين، يانغ جيتشي، القيادة الصينية على القيام بدور نشط لتسوية الأزمة في سوريا. وبالرغم من أن الإبراهيمي لم يوضح بدقة المطلوب من بكين، إلا أن ما فهم من دعوته أنه كان يطالبها بالضغط أكثر على نظام الأسد لتليين مواقفه باعتبارها، أي الصين، من حلفائه، ومقابل هذه الدعوة، اكتفى يانغ جيتشي بالإشادة بجهود الموفد الدولي. للإشارة، كان الإبراهيمي قد زار موسكو، مطلع هذا الأسبوع، وأجرى مباحثات مطولة مع وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، وأعلن يومها أن الأوضاع داخل سوريا أصبحت خطيرة، حيث قال: ''لقد قلت سابقا وأكرر إن الأزمة السورية خطيرة جدا، والوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، لكن لا الدول الواقفة إلى جانب المعارضة المسلحة ولا الدول الواقفة إلى جانب النظام الحاكم غيرت من مواقفها. وهو ما يعني في المحصلة النهائية أن الكلمة الأخيرة ما زالت للسلاح وليس للإبراهيمي ومفاوضاته. ميدانيا، خلف تفجير دراجة نارية مفخخة أمام مقام السيدة زينب جنوب شرقي العاصمة السورية دمشق، مقتل 8 أشخاص على الأقل وجرح العشرات. وحسب البرقية التي نقلتها مختلف وكالات الأنباء العالمية عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الدراجة الملغمة انفجرت أمام فندق آل ياسر قرب مقام السيدة زينب، المقدس لدى الطائفة الشيعية. كما نقلت من جهتها القناة التلفزيونية ''الدنيا'' التي تملكها الحكومية السورية، أن الشرطة تمكنت من نزع فتيل قنبلة أخرى كانت مزروعة بمكان قريب من مكان التفجير الأول، ولولا هذا لكانت الحصيلة كارثية. كما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن الطائرات الحربية السورية شنت، أمس، غارات جوية عنيفة على مناطق عديدة، منها على وجه الخصوص ريف دمشق. وحسب ما نقلته ذات الوكالة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن مناطق الغوطة الشرقية من العاصمة تعرضت ''منذ الصباح لأكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة''، وقبلها نفذت نفس المقاتلات خمس غارات جوية على بساتين بلدة سقبا ودوما. وبالموازاة، تواصلت محاولات الجيش النظامي اقتحام المدن التي تعرضت للقصف الجوي، مع ما رافق ذلك من اشتباكات عنيفة بين مقاتلي الطرفين المتحاربين، ونفس الأجواء ما زالت تعيشها بقية المدن والقرى السورية خاصة تلك التي دخلتها المعارضة مثل مدينة دير الزور الإستراتيجية واللاذقية وإدلب وحمص.