طلبت الرابطة المحترفة لكرة القدم شريط مباراة شبيبة السّاورة أمام اتحاد الحرّاش، لمعاينة الأحداث التي تسبّبت في توقيف المباراة بملعب 20 أوت ببشّار، قبل اتخاذ العقوبات على فريق واحد أو الفريقين معا. كشف مصدر عليم من الرابطة المحترفة بأن لجنة الانضباط لن تكتفي بتقريري حكم المباراة، الدولي مهدي عبيد شارف والمحافظ محمّد هاشمي رئيس الرابطة الولائية لكرة القدم لعين تموشنت، بل ستستند أيضا إلى تقرير الأمن وتعاين شريط المباراة قبل اللحظات التي أعقبت توقف المباراة لنحو ساعة ثم إلغائها من طرف حكم المباراة في حدود الدقيقة السبعين، حين كان الفريق الضيف متفوّقا بهدفين مقابل هدف واحد. ورغم أن الرابطة مقتنعة بأن صور التلفزيون يمكن ألا تظهر بدقّة المناصرين المتسبّبين في انطلاق شرارة العنف والتراشق بالحجارة وما تبعه من اجتياح لأرضية الميدان للمناصرين العاصميين، هروبا من وابل الحجارة الملقاة عليهم، فإنها قرّرت جعل الصور أحد الأدلة التي تعتمد عليها لتحديد المسؤوليات، إلى جانب تقارير الرسميين. وواصل مصدرنا يقول بأن الحكم الرئيس مهدي عبيد شارف لا يمكن له أن يحدّد بدقّة ما جرى في المدرّجات، لأنه كان بصدد إدارة المباراة، موضحا بأن المسؤولية ستقع كاملة على المحافظ هاشمي، كون ذلك يدخل ضمن صلاحياته ومهامه أيضا، مشيرا إلى أن المحافظ هاشمي ملزم بتحديد، بدقّة، أنصار الفريق المبادرين بالرشق بالحجارة، موضحا أيضا بأن ثمّة بعض المؤشرات المنطقية التي يمكن الاستناد عليها لاتخاذ أي قرار، منها نتيجة المباراة قبل توقفها. وفي هذا الصدد، أشار ذات المصدر إلى أن تفوّق اتحاد الحرّاش في النتيجة خارج القواعد، لا يمكن له أن يدفع بأنصار هذا الفريق إلى اقتحام أرضية الميدان والمغامرة بتوقيف المباراة لما يترتّب عنه من احتمال خسارة فريقه للمباراة، كما أن عدم إصابة أي مناصر أو لاعب أو مسيّر من المحليين يخدم العاصميين أكثر، وهو المنطق الذي يجعل من إمكانية إعلان الفريقين خاسرين على البساط مستبعد. وحسب مصدرنا دائما، فإن مواقف إعلان كل فريق خاسرا على البساط تمليه نقطتان، الأولى توقيف المباراة والفريقين متعادلين، والنقطة الثانية التأكد فعلا من تورّط أنصار الفريقين في أعمال الشغب التي أفضت إلى توقيف المباراة، مثلما حدث في مباراة سابقة بين شباب أهلي البرج ومولودية الجزائر، وتم معاقبة الأهلي بالحرمان من الجمهور في ست مباريات، مقابل مقابلتين فقط للعميد، مع إعلان كل فريق خاسرا على البساط. وستدرس لجنة الانضباط ظروف فتح باب المدرّجات لأنصار اتحاد الحرّاش، خاصة أن ثمة إجماعا على أن عناصر الشرطة هي التي قامت بذلك ''حتى تحافظ على سلامة المناصرين العاصميين''، ما يعني بأن الشرطة اقتنعت بتواجد أنصار اتحاد الحرّاش في خطر. وإذا ثبتت مسؤولية أنصار شبيبة السّاورة في توقيف المباراة، فإن عقوبة الفريق المحلّي ستكون مضاعفة، على اعتبار أنه سبق لملعب بشّار التعرّض للعقوبة بسبب أحداث مماثلة أدّت إلى توقيف مباراة شبيبة السّاورة أمام شباب أهلي البرج في الرابطة المحترفة الثانية. هذا وقد كشف مصدر أمني ببشار، أن هناك 45 شخصا أصيبوا بجروح، من بينهم 32 شرطيا، في أحداث الشغب التي وقعت أول أمس ببشار. وتم إجلاء الجرحى إلى المصالح الاستعجالية لمستشفى ترابي بوجمعة ببشار، حيث تم تسخير طاقم طبي من قبل إدارة هذه الهيئة الاستشفائية طيلة ليلة السبت إلى الأحد، للتكفل بهؤلاء المصابين. رئيس اتحاد الحراش محمد العايب ل''الخبر'' ''نستحق نقاط الفوز ومسؤولو الساورة استفزونا'' صرح رئيس اتحاد الحراش، محمد العايب، أن فريقه يستحق الفوز بنقاط المقابلة التي جمعته بالمضيف شبيبة الساورة، بدعوى أن الفريق المضيف هو الذي تسبب في اندلاع أحداث الشغب، في اللقاء الذي توقف عندما كان فريقه فائزا بنتيجة 2/.1 وقال العايب ل ''الخبر''، أمس، إن مسؤولي شبيبة الساورة، استقبلوا فريقه بالورود قبل أن ينقلبوا ضد تشكيلته، مشيرا إلى أن فريقه كان يعلم أن الورود لم تكن سوى هدية مسمومة لأن مسؤولي الشبيبة، مثلما يضيف العايب، سرعان ما كشفوا عن نواياهم بأنهم يريدون الفوز بكل الطرق. وأضاف رئيس ''الصفراء'' أن إدارته لن تتأخر في رفع دعوى قضائية ضد هؤلاء المتسببين في اندلاع الفوضى وأيضا إصابة اللاعب بلقروي، وأكد أنه أشعر الحكم الذي قام بتدوين أدق تفاصيل الأحداث في تقريره، في انتظار الحصول على تقارير المصالح الأمنية. وكان عضو مجلس الإدارة، عبد القادر مانع، في استقبال اتحاد الحراش عند عودته من بشار، وقد جاء لاستقبال الفريق للتعبير عن مواساته مع اللاعبين، بعد تعرضهم لاعتداءات. إدارة الساورة أكدت أنّ بلقروي أصيب أثناء تكسير غرف الملابس بلعيد: ''تعرضنا للحقرة والظلم من أنصار الصفراء'' أكدت إدارة فريق شبيبة الساورة أنها تثق في تقارير الحكم ومحافظ المباراة، في أنّ المسؤولية يتحملها أنصار فريق اتحاد الحراش الذين اجتاحوا أرضية الملعب، بل وقاموا بما وصفه بلعيد العربي، المدير الفني للفريق، ب''تمثيليات'' مكشوفة لإظهار أنهم تعرضوا للإصابة. وقد أكد المدير الفني للشبيبة في حديثه مع ''الخبر''، أمس، أن تصريح محافظ المباراة للقناة الإذاعية الأولى، دقائق بعد نهاية المباراة ''تشكل أول خيوط الإدانة لأنصار الحراش الذين لم يستسيغوا العودة القوية لزملاء بن الجيلالي وباتوا يضغطون بقوة في 30 دقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وهو الضغط التي توّج بهدف جعل أنصار الصفراء يعتقدون أن زمام إدارة المباراة فقد من أيديهم ودفعهم للقيام بهذه التصرفات التي لم نكن ننتظرها لا نحن ولا أنصارنا''. وكشف بلعيد في تصريح ل ''الخبر'' أن بلقروي أصيب أثناء تكسير غرف تبديل الملابس ''ولم يتعرض للرشق من أنصار الساورة الذين وجدوا أنفسهم في موقع الدفاع عن النفس، بعد التحرشات المتكررة للحراشيين''. وأضاف العربي أن إدارة النادي تنتظر، حسب نصوص القوانين المعمول بها، الحق في نقاط المباراة، واعتبر ذلك بمثابة مطلب ''لن ولم يتم التنازل عنه''، ولاسيما أن ''الأدلة التي ستقدمها إدارة الساورة هي أدلة ''دامغة وموثقة'' ولكم أن تسألوا إدارة ولاعبي الحراش عن حفاوة الاستقبال الذي حظوا به''. وطمأن محدث ''الخبر'' الفرق التي ستلعب في بشار، بأن كل الظروف مهيأة لاستقبالهم، قائلا: ''اسألوا أنصار ولاعبي بلوزداد والكناري، هل تعرضوا للتهديدات أو الاعتداء؟ والذين خرجوا من المباراة تحت تصفيقات الجمهور الساوري''، ختم محدثنا قوله. محمّد هاشمي محافظ المباراة ل''الخبر'' ''أنصار الفريقين تبادلوا الرشق بالحجارة'' صرح محمّد هاشمي، محافظ مباراة شبيبة السّاورة أمام اتحاد الحرّاش ورئيس رابطة عين تموشنت الولائية لكرة القدم، بأن أنصار فريقي شبيبة الساورة واتحاد الحرّاش تبادلا الرشق بالحجارة، ما تسبب في توقيف المباراة. وقال هاشمي في تصريح ل''الخبر'' بأنه سجّل مسؤولية أنصار الفريقين في الأحداث، مشيرا ''بعد الهدف الأول للساورة، حدثت فوضى في المدرجات، وشاهدت تبادلا للرشق بالحجارة من جانب أنصار الفريقين، ثم اقتحم أنصار اتحاد الحراش أرضية الميدان، حين قفزوا من على السياج لتفادي الحجارة الملقاة عليهم، ولم أر أي باب مفتوح لدخولهم إلى أرضية الميدان''. وأوضح هامشي الذي كان الموسم الماضي محافظ مباراة مولودية سعيدة أمام اتحاد الجزائر، التي شهدت أيضا اجتياح الأنصار لأرضية الميدان عند نهايتها، بأنه نقل بأمانة ما شهده خلال عملية تبادل الشرق بالحجارة، مؤكدا بأن المباراة توقفت بسبب ما حدث وعدم خروج المناصرين من أرضية الميدان وعدم عودة الهدوء. تقرير محافظ المباراة الذي يحدّد مسؤولية كل طرف، من شأنه أن يورّط فريقي شبيبة السّاورة واتحاد الحرّاش، ما يعني إمكانية إعلان خسارة كل فريق على البساط.