لم تر قيادات ''تكتل الجزائر الخضراء'' حرجا في التحالفات التي أرستها قواعدها مع قوائم التجمع الوطني الديمقراطي، وأدرجت الأمر ضمن ''الديمقراطية المحلية التي سمحت بحرية الاختيار''، خلافا لقيادة الأرندي التي تبرّأت من تلك التحالفات. اتفق قادة تكتل الجزائر الخضراء، على أن التحالفات التي تبلورت في عدد قليل من البلديات بين ممثليها وممثلي الأرندي ''لم تخرج عن توصيات القيادة بعد إخراج ضبط الأمور المتصلة بالترشيحات من المستوى المركزي إلى المحلي''، وقال أبو جرة سلطاني في ندوة صحفية عقدها قادة التكتل بمقر ''النهضة''، أمس، ''ليس هناك تعارض أو تناقض بين قوائم التكتل والقوائم التي تحالفت مع الأرندي في بلدية أو اثنتين، وستتحالف تلك القوائم داخل البلدية بعد الانتخابات''، بينما رفع شريكه رئيس حركة ''الإصلاح''، حملاوي عكوشي، من سقف رهانات تلك التحالفات وقال إنها ''ربما تكون لبنة أولى لتوافق وطني''. وأضاف الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، في المسألة ''لم نتفق مركزيا على ما حصل ولم ندفع إليه، والعبرة بعموم الوقائع وليس بخصوصياتها''. وشكك التكتل في شفافية انتخابات نهاية الشهر، وإن اختلفت حدة التشكيك بين الأطراف الثلاثة، وقالها عكوشي صراحة ''التزوير واقع، وسيكون، والسلطة عدوة للديمقراطية وبدون التزوير لا وجود لها''، وعبّر سلطاني عن موقفه، مستحضرا تقارير أعقبت التشريعيات الماضية فقال: ''لو عملت السلطة بسبع ملاحظات دقيقة وردت في تقرير الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى الملاحظات السبعين في تقرير لجنة مراقبة الانتخابات، لما وصلنا إلى ما نحن عليه''. وأكد قادة التكتل أن دخول المحليات كان سياسيا فقط، في خطاب سيطرت عليه ''خيبة التشريعيات''، فقال سلطاني إن ''الفعل الانتخابي تعثر في 10 ماي، وحتى وإن تعثر مجددا في 29 نوفمبر لن نستسلم لأننا نرفض قطعيا الرجوع إلى ''الداكات''، أي المندوبيات في ,''94 وأضاف في سياق شرحه ''استقالة شعبية'' تسبق الموعد، ''ليس هناك عرسا انتخابيا كما كان مفترضا وإنما هناك واجب انتخابي بالنسبة لنا، وعدّد ''ست'' نقاط، قال إن الشعب مازال يشتكي منها، رغم خطابات التنمية في أعقاب الانتخابات التشريعية، تكمن في: ''الحفرة، البطالة، مشكل السكن، غلاء المعيشة الفساد وغياب المنتخبين''. وبالنسبة لسلطاني، فإن ''التيار الإسلامي مازال حيا، وتراجعه قد يكون تكتيكيا فرضه ما يحدث إقليميا (أزمة مالي)، لكنه تراجع من أجل الانطلاق من جديد''. وأضاف للمعطى، فاتح ربيعي لما أوضح: ''وضعنا بين خيارين، خطر السيادة على الحدود الجنوبية، وخيار إجهاض التعددية، إن التغيير قادم ونحن في حالة تربص''. ولما سئل قادة التكتل عما ينتظرون من أجل الخروج إلى الشارع طالما أنهم يكيلون كمّا من الانتقادات، رد عكوشي: ''الخروج إلى الشارع ليس سهلا، والشعب هو الذي يقوم بالثورة ولم يحن بعد، التناغم بين الشعب والأحزاب''، وفي نظر سلطاني ''الخروج إلى الشارع سهل، لكن هناك الكثير من الناس مرعوبين من المأساة الوطنية والجرح لم يلتئم بعد''.