ذكر وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن بلاده ''لا تنوي أبدا'' إرسال قوات إلى أراضي مالي لطرد المجموعات المسلحة من شمال البلاد. وقال غداة توقيع اتفاق أبوجا حول إرسال 3300 جندي إفريقي إلى شمال مالي: ''ليس لدينا أية نية على الإطلاق للتدخل في أراضي مالي''. أوضح لوران فابيوس، من ليبيا، بأنه يعود إلى الأفارقة التجمع وتوحيد قواتهم، لما سئل إن كانت فرنسا سترسل قوات فرنسية على الأرض، مؤكدا مع ذلك أن فرنسا يمكن أن تساعد في المجال اللوجستي. وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت فرنسا تنوي القيام بضربات جوية في شمال مالي، أجاب فابيوس قائلا: ''هي ليست عملية قصيرة الأمد، لأن الأمر سيتطلب وقتا''. وأضاف أن هناك ثلاثة مسارات يجب التحرك من خلالها، وهي ''المسار السياسي والمسار الأمني والإنساني ومسار التنمية''. وأكد أن فرنسا ستلعب دورا في المسارات الثلاثة، وتفاءل مجددا بقرار أممي جديد يزكي قرارات قمة أبوجا، قائلا بأن هذه العناصر الثلاثة على السواء ''طورها الأفارقة ودعمها الاتحاد الأوروبي وسوف تدعمها الأممالمتحدة نهاية نوفمبر الجاري أو مطلع ديسمبر المقبل''. وأشار فابيوس إلى ضرورة تعزيز السلطات الشرعية في مالي والحوار مع السكان في شمال مالي ''ولكن بشرط أن تتخلى المجموعات التي تحتل هذه المنطقة علنا عن الإرهاب وألا تعرض وحدة مالي للخطر''. ودعم وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، موقف وزير خارجية بلاده من أن ''فرنسا لن تقوم بضربات جوية في مالي''، وتابع يقول: ''لما أقول لن نرسل جنودا للأرض، فهذا يعني بالضرورة عدم إرسال قوات جوية. وتوقع في حديث في نادي الإعلام الأوروبي الأمريكي، أمس، أن تسهم بلاده فقط في الجانب المعلوماتي ''وهذا أمر مختلف تماما''. وفي السياق نفسه، أعلن في موريتانيا عن اتصالين هاتفيين أجراهما كل من الرئيس الإفواري حسن وتارا ومبعوث الأممالمتحدة إلى الساحل رومانو برودي، بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ''من أجل إقناعه بإرسال قواته إلى مالي، بعد اعتذار وزير الخارجية عن الموافقة على الطلب خلال قمة أبوجا''. وقال موقع ''الأخبار'' الموريتاني إن الرئيس حسن وتارا اتصل هاتفيا بالرئيس من أجل الاطمئنان عليه، وحثه على الموافقة على نشر قوات موريتانيا بمالي بالتعاون مع دول الإكواس. وأضاف إن ''الحكومة الموريتانية اعتذرت بالأمس (قمة أبوجا) عن الموافقة على الطلب الذي تقدم به الأفارقة نظرا للظروف الصحية للرئيس، وللوضعية الأمنية الهشة بالمنطقة والتجاذبات القائمة بموريتانيا''. ويخشى الأفارقة من تفاقم النظرة العنصرية ''للقوات الغازية لإقليم أزواد في ظل إحجام ثلاث من دول الساحل (الجزائر وموريتانيا وليبيا) عن المشاركة في الحرب القادمة''.