أعربت حركة أنصار الدين، التي تسيطر على شمال مالي، أول أمس، عن استعدادها لتحرير شمال البلاد من الإرهاب والحركات الأجنبية. في الوقت الذي قال الجنرال كارتر هام، قائد القوات الأمريكية المسلّحة في إفريقيا (أفريكوم)، إن عدد النواة القتالية للمقاتلين الإسلاميين، الذين يحتلون شمال مالي، يقدر بما بين 800 إلى 1200 رجل. وذكر أغ غربي، المتحدّث باسم حركة أنصار الدين، في تصريح بوافادوفو: ''إذا ما التزمنا بمفاوضات مع السلطات المالية فلا بد أن نفكّر في وسائل وسبل تمكّننا من القضاء على الإرهاب وتجارة المخدّرات والحركات الأجنبية''. وأكّد المتحدّث أن حركته ''ليست مع خطف الرهائن وتجارة المخدّرات''. في المقابل، انتقد الناطق باسم أنصار الدين السلطات المركزية في باماكو، لعدم التعاطي مع حركته، قائلا إن ''ردّ السلطات المالية على العرض الذي تقدّمنا به، من أجل الحوار، طال انتظاره، وندين مواقف باماكو إزاء مختلف الوساطات (...) من أجل التفاوض''، مضيفا ''لا بد من طرفين من أجل التفاوض''، في إشارة إلى تجاهل الحكومة المالية الانتقالية وتأخّرها في فتح قنوات اتصال معها. من جهته، قال الجنرال كارتر هام، في لقاء مع صحافيين مساء أول أمس، في باريس، بأنه ''يصعب علينا كثيرا أن نفهم، بوضوح، ما يحصل في شمال مالي''، الذي تحتله جماعة أنصار الدين وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، إضافة إلى عصابات إجرامية ومهرّبي مخدّرات''، وهو ما يظهر أسباب عدم تحمّس واشنطن للتدخّل العسكري في شمال مالي. وضمن هذا السياق، وردا على سؤال حول الدعم الأمريكي لمثل هذه العملية، أكّد الجنرال هام أن الولاياتالمتحدة لم تتلق، حتى الآن، ''طلبات محدّدة'' من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، مضيفا بأنه ''يتوقّع أن يطلبوا منا مساعدة في المجال اللوجستي والاستخبارات والتدريب''. لكنه أوحى بوجود شكوك حيال احتمال تقديم دعم جوي، وقال ''لا أعرف. هناك شكوك لأن الجميع متّفق على الاعتراف بأن هذا التدخّل يجب أن يقوده وينفّذه الأفارقة''، معتبرا أن دعما جويا غربيا سيكون ''ظاهرا للغاية''، و''ذا مدلول واسع جدا''. وحسب الجنرال، فإن العملية العسكرية ليست تأكيدا مطلقا. وقال ''لا أعتقد أن هذا الأمر أكيد. أعتقد أن الأكيد هو أنه يتعيّن علينا الاستعداد له''.