تشهد المناطق الريفية بولاية جيجل، منذ أسابيع، انتشارا كبيرا لديدان سوداء اللون، في ظاهرة غريبة أتت على الأخضر واليابس وخلّفت خسائر كبيرة في الحقول والمزروعات. كشف مواطنون من بعض المناطق الفلاحية والرعوية، على غرار الطاهير، الأمير عبد القادر، وجانة، الشحنة، الشقفة والقنار، بأنهم تفاجأوا منذ أسابيع ببروز ديدان على مستوى حقولهم ومزارعهم، قبل أن تنتشر بسرعة البرق ملتهمة كل ما تجده أمامها من نباتات وشتلات وحتى الحشائش البرية، التي كانت تصمد أمام كل العوامل الطبيعية والحشرات. وأشار متضررون من كبار السن بأنهم لم يسبق وأن عايشوا هاته الظاهرة. مؤكدين بأن الديدان المذكورة تتكاثر بسرعة البرق وتنتشر بشكل رهيب في الأراضي الفلاحية، سيما في حقول البطاطا التي تشتهر بها المنطقة في إطار الزراعة المعاشية، إلى درجة أن أصبحت تزحف إلى داخل البيوت والمنازل المحاطة بالمزارع وتزعج قاطنيها. هاته الوضعية التي أثارت حالة استنفار في أوساط سكان بعض المناطق الريفية، دفعت بالكثير منهم إلى التهافت على اقتناء المبيدات أملا في مكافحتها، إلا أن بعضهم اصطدموا، مثلما أشاروا، بعدم فعالية المبيدات التي قاموا بشرائها، مما جعلهم يقومون بشراء أنواع أخرى علّهم يبلغون أهدافهم. وأبدى المتضررون مخاوفهم من تعقد الوضعية أكثر خلال الأيام المقبلة مع انتشار هاته الديدان، وغياب سبل للوقاية منها، خاصة وأن الكثير منهم قرروا التوقف عن زراعة مختلف أنواع الخضروات الشتوية بعد الخسائر التي لحقت بهم، رغم أنهم يعتمدون على هاته النشاطات في تدعيم معيشتهم اليومية، وفي وقت أرجع فيه بعض الفلاحين بروز هاته الظاهرة إلى المناخ السائد بالمنطقة، فقد تعذّر علينا معرفة رأي المختصين.