تعج مواقع أنترنت بصفحات لقيادات سياسية جزائرية، طرحت أسماؤها كمرشحين مفترضين للانتخابات الرئاسية المقررة في 2014، لكن أغلب الشخصيات المعنية تنفي وقوفها شخصيا وراء ''الحملة المسبقة'' وتنسبها لمتعاطفين، حيث تبدو صفحة علي بن فليس أكثر ''احترافية'' بحكم تملكها لموقع إلكتروني بذاته، فيما لحقت صفحات أخرى على شبكات التواصل الاجتماعي لعبد العزيز بلخادم وعمر غول وحتى الرئيس بوتفليقة. حتى وإن تكن أغلب الصفحات والمواقع المنشأة على الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي مجهولة المصدر والجهة التي تقف وراءها، إلا أنها تعكس تصورات ''سطحية'' لمتعاطفين وإطارات حزبية في قلب ''تقاليد صناعة الرؤساء'' بطرح بدائل على شبكة الأنترنت لشخصيات أغلبهم يتكتم على نيته في الترشح وبعضهم ''تخونهم الشجاعة'' للجهر برغبتهم في سباق .2014 ومنذ أشهر، أنشأت ''جهة غير معروفة'' موقعا تحت مسمى ''علي بن فليس.. إنه خيارنا''، قدمت منافس بوتفليقة في رئاسيات 2004 كمرشح جاهز للموعد القادم. ومع مرور الأيام تبين أن القائمين على الصفحة متتبعون جيدون لما يجري في الساحة الوطنية، بنقل مجريات كل الأحداث التي شارك فيها بن فليس في الفترة الأخيرة وهي نادرة جدا، بحكم تواري الرجل عن الأنظار منذ ثماني سنوات، وتتبعت الصفحة الظهور الأخير لبن فليس في جنازة الراحل الشاذلي بن جديد وتصريحاته للصحافة بشأن الفقيد. وبرزت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الصفحات لمرشحين آخرين، فيتداول نشطاء في الأفالان صفحة للأمين العام عبد العزيز بلخادم كمرشح لموعد 2014، وتجد هذه الصفحة ما يفرقها عن غيرها قياسا لعملية إشهار لها يتولاها نواب في البرلمان وأعضاء في اللجنة المركزية. وشائع في محيط بلخادم رغبته القوية في الترشح للرئاسيات المقبلة، بينما هو الشخص الوحيد الذي ينفي هذه النية بحجة ''ترقب قرار الرئيس بوتفليقة الترشح لعهدة رابعة من عدمه''. وقال بلخادم مؤخرا: ''القانون الأساسي في هذه الحالة واضح، هناك مادة تقول إن اللجنة المركزية هي التي تزكي مرشح الحزب للرئاسيات، معناه ننتظر قرار الرئيس''. وبالنظر لتقاليد الانتخابات الرئاسية في الجزائر، يمكن الجزم ب''سذاجة'' الاعتقاد بإمكانية صناعة مرشحين عبر شبكات الأنترنت، لذلك يسود اعتقاد بأن تسويق الشخصيات بتلك الطريقة قد لا يتجاوز مجرد قياس ''الولاء الانتخابي''، بعيدا عن رأي النخب الحاكمة ولا ''الانسياق الإيديولوجي'' أو ''الجهوي العروشي''، ولا حتى فكرة البناء على إرث بوتفليقة أو انفصالا واضحا عن تركته. وجلبت تلك الصفحات مرشحين في سياق عملية ''صناعة كاريزما'' الرؤساء، فيقدم عمر غول، رئيس ''تجمع أمل الجزائر''، بدوره ضمن صفحة ''معا لترشيح عمر غول لرئاسيات .''2014 وتنقل بعض الصور الوزير في مهمات ''صعبة'' في قرى جبلية أثناء موجة الثلج العام الماضي. وحتى الرئيس بوتفليقة فكثير من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي بدأت ترشحه لعهدة رئاسية رابعة، بالتوازي مع خطابات من مواقع في المعارضة تتحدث عن احتمال التمديد للرئيس لولاية جديدة، قياسا بالتعتيم السائد حول مشروع تعديل الدستور وتأخيره على الأرجح إلى غاية النصف الثاني من السنة المقبلة، أشهرا قليلة قبل موعد الرئاسيات.