كشف وزير الموارد المائية، حسين نسيب، عن إطلاق دراسة تقنية جديدة لتحديد خارطة وطنية حول المناطق المعرّضة للفيضانات، حيث سيتم الاعتماد، ولأول مرة، على صور ملتقطة عبر القمر الاصطناعي لتحديد هذه المناطق، حتى يسهل تحديدها لاحقا من أجل مباشرة عملية التهيئة التي خصصت لها الوزارة غلافا ماليا بقيمة 150 مليون دينار. حدّد الوزير، خلال تصريحاته أول أمس، على هامش اليوم التقني لعرض هذه الدراسة بالعاصمة، تاريخ استكمالها بسنة كاملة، سيتم خلالها التدقيق في المناطق الوطنية المعرّضة لمثل هذه الأخطار، مؤكدا في ذات السياق أن المدة المذكورة كفيلة بالسماح بوضع قائمة للمناطق المعنية بالتهيئة، على أن تتم عملية الإنجاز حسب الأولوية. والهدف من كل ذلك، يضيف الوزير، هو مواجهة ظاهرة الفيضانات التي شهدتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، والتي تسبّبت في خسائر مادية وبشرية. وقد خصصت الوزارة لعملية التهيئة، حسب الوزير، غلافا ماليا بقيمة 150 مليون دينار. الدراسة ستشرف عليها الوكالة الوطنية للموارد المائية والوكالة الفضائية الجزائرية، بهدف وضع برنامج يضم مشاريع تهيئة لمجاري المياه والأودية، وهي المرة الأولى، حسب الوزير، التي تستعمل فيها الصور الملتقطة بالقمر الاصطناعي والتقنيات الفضائية من أجل تحديد المناطق المعرّضة للفيضانات عبر مختلف المناطق الوطنية، خاصة المناطق الحضرية. من جهته، قال مدير الدراسات بالوكالة الفضائية الجزائرية، فتحي بن حمودة، إن التقنية مهمّة جدا، بسبب الصور الملتقطة عبر القمر الاصطناعي، وستكون هذه الصور بمثابة دعامة لإعداد الخرائط الجغرافية التي تهدف إلى تقليص خطر هذه الظاهرة. كما ستسمح الدراسة، حسب الوزير نسيب، بوضع نظام إنذار من حدوث فيضانات، وهو النظام الذي شاركت في وضعه مؤسسات مختلفة، وسيتم تشغيل هذا النظام بين ثلاث إلى أربع ساعات قبل حدوث الفيضانات وفق المعلومات المستقاة من ديوان الأرصاد الجوية. ووفق هذه المعطيات، سيكون لكل بلدية عبر الوطن خريطتها الخاصة بها بعد استكمال الدراسة، على أن تطلق لاحقا حملة تحسيسية بهدف التنويه بضرورة الصيانة السنوية لمجاري المياه. وتأتي هذه الخطوة لتضاف إلى الإجراءات التي سطرتها الوزارة خلال البرنامج الخماسي لمواجهة هذه الظاهرة، حيث تم تسطير برنامج يضم 70 مشروعا خلال الخماسي الحالي بقيمة 20 مليار دينار. وقد استفادت عدة ولايات من هذه المشاريع، على غرار عنابة، باتنةوغرداية، حيث حظيت بمساعدات من مشاريع لحماية مناطقها الحضرية من فيضانات الأودية التي تمرّ بها. تجدر الإشارة إلى أن الجزائر سجلت، خلال العشرية الأخيرة، عدّة فيضانات، منها ما حدث في غرداية وتسبّب في وفاة أكثر من 40 شخصا وتشريد عدد من العائلات، بسبب منسوب المياه الذي تعدّى 8 أمتار. إلا أن فيضانات باب الواد التي حدثت في نوفمبر 2001 تبقى الأقوى، بسبب الخسائر البشرية التي انجرّت عنها، والتي بلغت حوالي ألف قتيل، بالإضافة إلى 100 مفقود، ناهيك عن الخسائر المادية المتفاوتة وحالات الرعب التي أحدثتها لسكان العاصمة ككل.