^ تشرع الوكالة الفضائية الجزائرية في تصميم وإعداد قاعدة معطيات جغرافية، بالتحليل الفضائي بالصور التي يقوم بالتقاطها القمر الصناعي ”ألسات 1” لمتابعة وتقييم العديد من المشاريع والإنجازات الكبرى التي انطلقت في إطار برنامج الإنعاش الاقتصادي والمخطط الخماسي. والتي رصدت لها أموال وميزانيات ضخمة. ويتم عرض نظام المعلومات الجغرافية عن قطاع النقل بالتنسيق مع الوزارة المعنية لتحديد محطات النقل وتوزيع المسافرين وحركة المرور في أوقات العمل ونسبة الازدحام في الطرق الرئيسية، كما تم تقديم تحليل فضائي عن الطرق الجديدة للنقل وشبكة الترامواي وذلك من أجل تفادي الكثير من النقاط السوداء والتحكم في إنجاز المشاريع والبرامج بشكل دقيق وبالصور الفضائية للتمكن من أخذ القرارات في تنفيذ المخططات دون الاعتماد فقط على مكاتب الدراسات في إنجاز المشاريع الكبرى كما هو حال الطريق السيار شرق - غرب. ومن جهته أوضح مسؤول بالوكالة الفضائية الجزائرية عن عدم تقرب وزارة الأشغال العمومية من الوكالة لتقييم ومتابعة مشروع القرن بعدما تم الاكتفاء فقط بمكاتب الدراسات بعيدا عن بيانات الصور الفضائية، كما تم تقديم وإعداد قاعدة معطيات جغرافية لمجمع وهران الحضري وحركة المرور السائدة والقضاء على الفوضى الواقعة في القطاع بالولاية والضغط المفروض على المناطق الحضارية مقارنة بالمناطق النائية، خاصة بالأرياف التي تعاني عزلة خانقة في النقل، وذلك من شأنه أن يسمح بتوسيع الرؤية فيما يخص تغطية جميع مناطق الولاية بالنقل للتقليص من الازدحام الواقع في بعض الخطوط المتشبعة وأخرى تعاني من غياب النقل، ذلك أن الصور الفضائية التي يلتقطها ”ألسات 1” تعمل على تحديد الأماكن الكبرى ومحاور الطرق التي باتت تحصد الأرواح، بعرض خريطة معلومات لمواجهة المشكل المطروح بالنظام الخطي لتفعيل مخطط النقل عبر جميع القطاعات الحضارية والبلديات. وفي ذات السياق قام مسؤولو الوكالة الفضائية الجزائرية، بحضور المدير العام، باجتماع تقني مع وزارة السكن لتقييم المخططات العمرانية عن طريق استغلال الصور الفضائية لمتابعة تطور المشاريع السكنية ب 12 ولاية من الوطن وفق مؤشرات محددة لطبيعة العقار، وذلك لمنع زحف الإسمنت على الأراضي الفلاحية الخصبة فيما يخص تحديد الوعاء العقاري للبناء، خاصة وأن الوزارة انطلقت في تفعيل مشاريع سكنية ضخمة، وهناك برامج أخرى سيشرع فيها للتقليص من أزمة السكن، مع العلم أن الوكالة الفضائية ساهمت بشكل كبير خلال الفيضانات التي شهدتها ولاية غرداية بتحديد أماكن التضرر من المياه وقد تم جرد جميع الآثار الناجمة عن الفيضانات بالتقاط صور حديثة بالتنسيق الدولي في إطار الاستراتيجية التابعة للأمم المتحدة ضمن الميثاق الدولي للفضاء والكوارث الكبرى والتي سمحت بإعداد خرائط دقيقة للمناطق المتضررة من خلال بيانات ”ساتلية” عالية الدقة ملتقطة قبل وبعد الفيضانات وارتفاع منسوب المياه، وقد سمحت هذه العملية بحصر السكنات والأحياء المنكوبة ووضعية الطرقات لإعادة بناء وتهيئة منطقة وادي ميزاب والمواقع الأخرى.