تظاهر أمس الآلاف من سكان ولاية سليانة (شمال غرب) التي تشهد منذ الثلاثاء اضطرابات وأعمال عنف خلفت نحو 300 مصاب، للمطالبة بعزل الوالي المحسوب على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، وأيضا بالتنمية وبالإفراج عن معتقلين. وقالت وكالة فرانس برس إن أكثر من 10 آلاف شخص شاركوا في مسيرة رمزية نحو العاصمة تونس وقطعوا عدة كيلومترات مشيا على الأقدام، تعبيرا على استعدادهم لمغادرة ولاية سليانة وتركها للوالي أحمد الزين المحجوبي ما لم توافق الحكومة على مطالبهم بعزله. ونظمت المظاهرة تلبية لنداء ''الاتحاد الجهوي للشغل'' بسليانة التابع للاتحاد العام التونسي للشغل، الذي دعا للإضراب العام لليوم الثالث على التوالي في البلدة التي تبعد 120 كلم إلى جنوب غرب تونس حيث ظلت المحلات التجارية مغلقة. وأحرق متظاهرون مركزا وسيارتين للحرس الوطني في معتمدية كسرى التابعة لولاية سليانة، فيما أعلنت وزارة الداخلية عن إحراق 4 مقرات أمنية أخرى في معتمديات (دوائر) تابعة للولاية. وقال شهود عيان إن عناصر من الحرس أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص في الهواء، في محاولة لتفريق المهاجمين، لكنهم لم يتمكنوا من صدهم فهربوا وتركوهم يحرقون المركز والسيارتين. وأضافوا أن العشرات اقتحموا مقر حركة النهضة الإسلامية الحاكمة وأخرجوا محتوياته وأحرقوها في الطريق العام وفق شهود عيان. وحذر رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي مما أسماه أي محاولات للإطاحة بالحكومة الحالية وبالشرعية الانتخابية عبر العنف في الاحتجاجات والمظاهرات وشعار ''ديغاج'' (ارحل). وقال إن ''الطريقة الوحيدة للإطاحة بالحكومة الحالية هي عن طريق الشعب أمام صناديق الاقتراع''. وأضاف ''هذه هي الطريقة الوحيدة التي ننصاع إليها ولن نقبل التهديد''. واتهم رئيس الحكومة حمادي الجبالي أول أمس أحزابا سياسية معارضة، لم يسمها، بالوقوف وراء الاضطرابات في ولاية سليانة. وعبر الجبالي عن ''أسفه'' لسقوط جرحى ووعد بتشكيل ''لجنة تحقيق مستقلة في الأحداث''.