دعا الاتحاد الجهوي للشغل التابع للاتحاد العام التونسي للشغل إلى التظاهر أمس في مدينة سليانة الفقيرة في جنوب غرب تونس التي تشهد منذ الثلاثاء مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين. وصرح الأمين العام للفرع المحلي للنقابة نجيب السبتي، أنّه مستعد للحوار لكن ليس مع والي سليانة أحمد الزين المحجوبي، الذي أعلن رئيس الوزراء حمادي الجبالي أنّه لن يقيله تحت ضغط الشارع. وتدور مواجهات منذ الثلاثاء بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون، فضلا عن عزل الوالي المحسوب على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة، بوقف القمع البوليسي وبتنمية المنطقة اقتصاديا والإفراج عن متظاهرين اعتقلوا في أفريل 2011. ووقعت اشتباكات ليل الخميس إلى الجمعة لكن حدتها تراجعت كثيرا مقارنة بالتي جرت الأربعاء وأسفرت عن سقوط 300 جريح، وتوقفت قوات الأمن عن إطلاق الرصاص الذي أثار استنكارا شديدا في البلاد واستعملت الغازات المسيلة للدموع. من جانبه قال رئيس وزراء تونس حمادي الجبالي الخميس، إنه لن يستقيل بسبب الاحتجاجات العنيفة التي فجرتها المشكلات الاقتصادية هذا الأسبوع واتهم أحزب المعارضة ببث الفوضى، وأضاف الجبالي في مؤتمر صحفي أنه في النظم الديمقراطية لا يتم إسقاط الحكومات وأنه لن يستقيل أو يحل الحكومة وإنما البرلمان هو الذي يملك هذه السلطة. كما اتهم حمادي الجبالي، أحزابا سياسية معارضة بالوقوف وراء الاضطرابات في ولاية سليانة التي شهدت لليوم الثالث على التوالي مواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين مطالبين بالإصلاحات، وأوضح الوزير أنّ تلك الأطراف تتخفى وراء الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر نقابة عمال في تونس، ملمحا إلى أن المحرضين على أعمال العنف ينتمون إلى »جبهة« في إشارة على الأرجح إلى الجبهة الشعبية وهي ائتلاف مجموعة من الأحزاب اليسارية الراديكالية التي توحّدت أخيرا.