أوقفت قوة أمنية متخصصة في مكافحة الإرهاب، ليلة الإثنين إلى الثلاثاء الماضي، أحد أبرز المطلوبين في قضية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين من مقر القنصلية الجزائرية في غاو، وقضت في العملية على إرهابيين اثنين في منطقة ''توندرة'' جنوبي ولاية تمنراست. وقال مصدر عليم إن قوات الأمن المتخصصة اعتقلت مسلحا من جنسية جزائرية يدعى ''حمرو''، واسمه الحقيقي ''رقاني عمار''، وهو أحد أبرز المطلوبين المعروفين لدى الأمن والمنتمين لمجموعة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، التي تبنت اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين في مدينة غاو المالية في أفريل الماضي. ويعد ''حمرو'' الذي ينحدر من ولاية أدرار، أحد أبرز أعضاء جماعة أبناء الجنوب من أجل العدالة المسلحة التي نفذت اعتداء مسلحا على مطار جانت قبل 5 سنوات. وقد تمكن الإرهابي من الإفلات من قوات الأمن في عام 2007، حيث فر إلى شمال مالي حيث شارك مع لمين بشنب وآخرين في تأسيس تنظيم التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا. وقالت مصادرنا إن العملية التي خطط لها لعدة أشهر انتهت بقتل مسلحين اثنين وإصابة الثالث الذي نقل إلى مستشفى عسكري للعلاج. وقد عثر بحوزة المجموعة المسلحة على مسدسات كاتمة للصوت التي يشيع استعمالها في عمليات خطف الرهائن. وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الجيش كان قد نصب كمينا في طريق صحراوي سري يربط بين ولاية تمنراست بالحدود الجزائرية النيجرية، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، ثم أطلقت قوات الجيش النار على سيارتي دفع رباعي حاولتا التسلل من الحدود الدولية. وبينما فر إرهابيون على متن سيارة رباعية الدفع، وقع رفاقهم في السيارة الثانية في كمين الجيش. وقد رفض المسلحون الاستسلام وانتهت العملية خلال أقل من ساعة. وأطلقت وحدات عسكرية، منذ يوم الثلاثاء الماضي، عمليتي تمشيط في مناطق واسعة من الصحراء جنوبي ولايتي تمنراست وإليزي بحثا عن أية آثار تدل على مسلحين يكونون قد تسللوا إلى الجزائر. وفي سياق متصل، شاركت وحدات جوية في تدمير سيارات دفع رباعي حاولت التسلل إلى الجزائر، بعد أن رصدت طائرات استطلاع، ظهر يوم الاثنين الماضي، في منطقة صحراوية أقصى جنوب ولاية أدرار، قرب الحدود مع النيجر، سيارات دفع رباعي كانت متجهة شمالا، ورفضت السيارات التوقف بعد إنذارها. واكتشفت قوة خاصة شاركت في العملية قدمت من القاعدة الجوية بالمنيعة 4 جثث لإرهابيين يرتدون لباسا أفغانيا، قرب حطام السيارة المدمرة. وحسب مصدر أمني تابع أطوار العملية، فإن الاشتباك الأخير أسفر عن استرجاع قطعة سلاح مضادة للطائرة عبارة عن رشاش ثقيل و4 رشاشات من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخائر، كانت معبأة في صناديق معدنية. ونقلت جثث القتلى إلى قاعدة جوية، ويفحص مختصون في الجيش قطع السلاح والذخائر المسترجعة والسيارتين لمعرفة مصدرها. وتشير صادرنا إلى أن المتسللين كانوا يحاولون الوصول إلى مناطق مأهولة في جنوب ولاية أدرار للتزود بالوقود والمؤن والأدوية وقد عثر قرب الجثث على آثار أموال نقدية بعملة الدولار.