أدرج قادة تكتل الجزائر الخضراء، ما أسمته بتزوير نتائج الانتخابات المحلية، في ''خانة الفساد السياسي''، أجمعوا أنه يعرف مسارا، بدايته كانت ''إصلاحات بلا معنى'' ونهايته تعديل الدستور ثم عهدة رابعة للرئيس بوتفليقة. اغتنم أبو جرة سلطاني مناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد المصادف ل9 ديسمبر (أمس)، ليسقطها على ما سماه ''فساد سياسي وإداري على أعلى مستوى''، في حديثه عن نتائج الموعد الانتخابي ل29 نوفمبر، وقال في ندوة صحفية عقدها قادة التكتل أمس، إن ''معادلة الفساد السياسي رسمت بانتخابات، صارت طريقا للثراء، كما صار المال طريقا للترشح''، وقدم الحال، كأبشع فساد سياسي، يضم تحت إبطه، كذلك، ''التسكع السياسي''، في حديثه عن منتخبين ''أغلقوا هواتفهم بعدما باعوا مواقفهم''، في سياق التحالفات المشحونة الدائرة في الولايات لترؤس المجالس البلدية. ورفض سلطاني كما رفض حليفيه فاتح ربيعي (النهضة) وحملاوي عكوشي (الإصلاح) القول بأن التيار الإسلامي تقهقر في الجزائر، على خلفية ما أسفرت عنه التشريعيات ثم المحليات، وقال رئيس ''حمس''، إنه ''منذ 91 وحتى 2012، تتوالى الضربات تلو الضربات على التيار الإسلامي''، مشددا أن ''الخضراء'' حلت في المرتبة الثالثة بمليون و100 ألف صوت، على أن التكتل ''دحرج'' وحل بدله حزب معين سيكون حصانا ربما في الرئاسيات المقبلة، وكان أبو جرة يقصد الحركة الشعبية الجزائرية لعمارة بن يونس، دون أن يضيف لتعليقه شيئا، ولما سئل إن كانت السلطة في نظره، قد رجحت كفة عمارة بن يونس بعدما كان الرهان على حزب عمار غول، رد المتحدث ''اسألوا بن يونس وغول''. ويعتبر سلطاني أن ما حصل في الانتخابات المحلية، غرس بذورا أخرى لليأس، وأفاد ''أخشى يوما تصبح فيه، المقاطعة واجبا وطنيا''. واستغرب مسؤول ''حمس''، ما أسماه حدوث ''تحالفات هجينة''، في البلديات، لما ''جمعت النسبية في القانون مع الهيمنة في الميدان''، ووصفها ب''شكشوكة'' لا تؤكل سياسيا ولا تُبتلع إداريا، على أن ''الهيمنة مازالت قائمة بين حزبين هما الأفالان والأرندي، معتبرا أن نتائج المحليات وفقا للتداول بين الحزبين، كان يفترض أن تؤول إلى الأرندي ''لكنها أبقيت في صالح الأفالان، في الذكرى الخمسين للاستقلال''. وانتقد فاتح ربيعي وحملاوي عكوشي ''التسابق في فتح ملف الرئاسيات والعهدة الرابعة قبل تعديل الدستور، وقالا إن العهدة الرابعة مقرونة بالتعديل الدستوري''، وأضاف لهما سلطاني قوله: ''ما يحصل في الموضوع يعد قفزا بالزانة''، على أن ''الحديث عن الرئاسيات سابق لأوانه والأولوية بالنسبة لنا، تعديل الدستور''، وردا عن سؤال بشأن إن كان سيترشح للرئاسيات، رد المتحدث ''كل حزب يطمح لقيادة البلد، لكننا لا نربط قرارنا بترشح الرئيس لعهدة رابعة أو عدم ترشحه''. وشدد ربيعي أن ''الانتخابات المحلية كانت فصلا من فصول مسرحية في بلادنا، تضاف إلى ما حصل في موعد 10 ماي''، قائلا إن مكتب المجلس الشعبي الوطني، ''رفض لجنة تحقيق في نتائج التشريعيات بمبرر واه''، وأكد ''سوف نناضل إلى أن تبسط الحريات ولن نبقى مكتوفي الأيدي''، بينما أكد حملاوي عكوشي ''لقد فهمنا معنى طاب جنانو جيدا.. الرئيس ماطابش جنانو ونحن من طاب جنانا''.