انتقد قادة تكتل »الجزائر الخضراء« ظروف سير العملية الانتخابية للمحليات الفارطة، وأفاد رؤساء الأحزاب الإسلامية بأن التكتل حافظ على موقعه في الخريطة السياسية باحتلاله المرتبة الثالثة بين الأحزاب السياسية المتنافسة، معربين عن استعدادهم لتوسيع التحالف إلى أحزاب أخرى إسلامية كانت أو وطنية. حمّلت الأحزاب الإسلامية الثلاث الإدارة مسؤولية نتائج الانتخابات، بعد أن اعتبرها قادة التكتل الأخضر ب»غير المعبرة عن إرادة الشعب«، وفي ندوة صحفية مشتركة بين رؤساء الأحزاب الإسلامية المتحالفة، قال الأمين العام لحركة النهضة، فاتح ربيعي، »الانتخابات المحلية ما هي إلا فصل من فصول المسرحية السياسية التي تقام في الجزائر«. ورفض ربيعي التحليلات التي تقول إن مكانة التيار الإسلامي تدحرجت على مستوى الخارطة السياسية في الجزائر »لأننا جزء من التيار الإسلامي«، وهو يرى أن هذا التيار »دفع إلى الاستقالة من الحياة السياسية«، بسبب هيمنة الإدارة على العملية الانتخابية، فالجزائر هي البلد الوحيد الذي يعطي للجنة حق المراقبة ولا يحترم توصيات وتقارير هذه اللجنة على حد قوله. وندد رئيس حركة النهضة ببعض الممارسات التي يقوم بها بعض المنتخبين من خلال شراء الذمم واستعمال »المال الوسخ«، مشيرا إلى الانسداد الذي يمكن أن تقع فيه المجالس البلدية بسبب حرب التحالفات الدائر رحاها بين الأحزاب السياسية، وحذر »من يفكرون فقط في العهدة الرابعة، أن ينتبهوا بأن الوضع من حولنا لا يحتمل ذلك«. ومن جانبه طالب رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني بمحاربة »الفساد السياسي« والذي يراه سلطاني مسببا لباقي أنواع الفساد الأخرى، حيث دعا »إلى ترميم معادلة الفساد السياسي، بعدما أصبحت الانتخابات طريقا للثراء والعكس«، وتحدث عن الانسداد الذي يمكن أن تقع فيه المجالس المحلية، بسبب »التحالفات الهجينة«، منتقدا بذلك قانون البلدية الذي يمنع سحب الثقة من رئيس البلدية، وهو ما رآه سببا يؤدي إلى سطوة الإدارة ممثلة في رئيس الدائرة والوالي. ويرى سلطاني أن التسابق لفتح الرئاسيات سابق لأوانه، ملفتا الانتباه إلى أن الأولى في المرحلة الحالية هو تعديل الدستور، وكشف أن التكتل حصل على أكثر من مليون ومائة ألف صوت »يفوق الحزب الذي أريد له أن يكون عجلة احتياط جديدة في 5 سنوات المقبلة« ملمحا إلى حزب عمارة بن يونس، ونفى أن يكون 44 نائبا عن التكتل انضموا إلى حزب »تاج« فهم 8 نواب فقط، سمّاهم أبو جرة »كتلة المتسكعين«، ولم يستبعد مشاركته في الرئاسيات المقبلة في حال ترشح رئيس الجمهورية لعهدة جديدة.