عاد المخرج كيفين ماكدونالد، في فيلمه ''مارلي'' إلى حياة بوب مارلي، الذي تحول إلى أسطورة عالمية لموسيقى الريغي، استنادا إلى محفوظات وشهادات عائلية لم يسبق لها وأن نشرت بسبب قرار أفراد عائلته عدم نشرها وإبقائها طي الكتمان. وقد حاز ماكدونالد على موافقة أبناء أسطورة الريغي لإنجاز الفيلم بعد مرور ثلاثين سنة عن رحيله. يعد فيلم ''مارلي'' الذي عرض أول أمس بقاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح بالجزائر العاصمة، ضمن فعاليات مهرجان السينما الملتزمة، بمثابة محاولة لإضفاء الطابع الإنساني على حياة بوب مارلي ونزع صفة الأسطورة التي علقت به وعتمت على جوانب كثيرة من مساره. يبدأ الفيلم الوثائقي من السواحل الغانية، في إشارة إلى نقل العبيد إلى أمريكا، ومن منطلق الأصل الإفريقي لأغنية الريغي، ثم ينتقل إلى جامايكا، فمدينة بافاريا عام 1981، أين انتقل مارلي للعلاج من مرض السرطان، وتلقى علاجه على يد الطبيب الألماني جوسيف إيسيلز الذي يلجأ إلى طرق علاج بديلة. فيظهر في صور بالأبيض والأسود هزيلا بين شاليات وسط الثلوج. وكانت فكرة إخراج شريط وثائقي حول حياة بوب مارلي، قد تخمرت في ذهن ماكدوناد عقب عثوره على الممرضة التي كانت ترافق المغني خلال تلك الفترة الزمنية، والتي قدمت شهادتها عن ذلك الرجل اللطيف والمبتسم دائما وهو يعيش أيامه الأخيرة. ويروي الفيلم حياة روبرت نيستا مارلي، وهو الاسم الحقيقي لبوب مارلي، المولود في السادس من فبراير 1945 في قرية صغيرة في جامايكا والذي فارق الحياة في عز مجده وهو يبلغ 36 عاما، في 11 ماي 1981 في مدينة ميامي بالولايات المتحدةالأمريكية. وساعد ماكدونالد في إنجاز هذا الفيلم عائلة المغني، بحيث قدم عدد من أفرادها شهادات عدة في الفيلم، يأتي على شكل تدقيق في السيرة المغيّبة لمؤلف ''جامينغ'' و''نو وومان نو كراي'' و''إكزودوس''. وفي محاولة منه لنزع الصورة الأسطورية التي لحقت به على مر السنين، قال ابنه البكر ''زيغي'' وهو أحد المنتجين المنفذين للفيلم: ''هناك أعمال كثيرة تناولت حياة بوب مارلي، لكن ما أعتبره مهما في هذا الفيلم، هو أنه سوف يقدم إلى الناس مقاربة مثيرة للعاطفة تتناول حياته كرجل وليس فقط كرمز للريغي أو كشخصية أسطورية''. وبالفعل نعثر على الإنسان بكل مواقفه المختلفة في فيلم ماكدونالد. ومن جهته قال ماكدونالد في تصريحات صحفية، أن عمله يسير في منحى تخليص مارلي من الأسطورة قد المستطاع وجعله أكثر قربا من الحقيقة. وقدم أصدقاء بوب مارلي ممن هم على قيد الحياة، شهادات عن مساره، منهم باني ويلر وهو أحد آخر الأعضاء المؤسسين لفرقة ''بوب مارلي أند ذي ويلرز'' والذي عمل معه عندما كانت الفرقة التي تضم أيضا بيتر توش، وتسجل أغنياتها الأولى مقابل ثلاث جنيهات استرليني للأسبوع الواحد. كما تروي ريتا زوجة المغني الذي رزق بأحد عشر ولدا من سبع علاقات مختلفة، منها علاقات غير شرعية، قصة الحب غير العادية التي عاشتها معه، وكشفت عدة أمور حميمية متعلقة بحياته الزوجية.