أنا تعبان وأشعر أنني بحاجة إلى البكاء لأفرج عن نفسي.! رئيس الجمهورية يعطي حديثا صحفيا مكتوبا لوكالة الأبناء الفرنسية بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي هولاند للجزائر.. الحديث فيه 2486 كلمة، تحدث فيه الرئيس لوكالة الأنباء الفرنسية عن الشأن الداخلي الجزائري والشأن الدولي وعن العلاقات الجزائرية الفرنسية. وكالة الأنباء الفرنسية ترى في حديث الرئيس الجزائري، أنه لا يستحق النشر وتقوم فقط بنشر 186 كلمة من محتوى هذا الحديث.! لكن ''خبراء'' الإعلام في الرئاسة وفي وزارة الإعلام، يأمرون بنشر الحديث كله في وكالة الأنباء الجزائرية، نكاية في هذه الوكالة العالمية التي طلبت الحديث ولم تنشره كاملا لعدم احتوائه على معايير النشر التي تطبّقها الوكالة.! ترى ما الذي يجعل وكالة الأنباء الفرنسية تطلب حديثا من رئيس دولة بحجم دولة الجزائر ولا تنشره؟! وما الذي يجعل عباقرة الإعلام في الرئاسة الجزائرية وفي وزارة الإعلام وحتى في وكالة الأنباء، ينشرون ما أحجمت وكالة الأنباء الفرنسية عن نشره.! قرأت النص كاملا كما نشرته وكالة الأنباء الجزائرية، فرأيت أن عدم نشره من طرف وكالة الأنباء الفرنسية، هو من باب الحرص على سمعة الرئيس الجزائري لرداءة محتوى هذا الحديث الذي سلّم للوكالة مكتوبا. وأكاد أجزم أن الرئيس الجزائري لم يقرأه، لأن مستواه وحسه السياسي والإعلامي لا يمكن أن يصل إلى حد من الرداءة تشفق عليه وكالة الأنباء الفرنسية.! وعوض أن يستحي المسؤولون على الإعلام بالرئاسة ووزارة الإعلام، من هذه المهزلة الإعلامية، راحوا يتحدّون وكالة الأنباء الفرنسية ويزايدون عليها مهنيا بنشر الحديث كاملا. هل يعقل، مثلا، أن يقول الرئيس الجزائري لوكالة الأنباء الفرنسية المهنية، إن الإصلاحات في الجزائر نجحت وإن الشعب الجزائري يدعمها وهو يرى أن 70% من الجزائريين قاطعوا الانتخابات.. وأن البرلمان الحالي يعيش أزمة وأن البلديات الجديدة تعيش كارثة؟! لماذا يقدم هؤلاء الإعلاميون الرئيس للرأي العام الدولي على أنه لا يعرف ما يجري في بلده؟! إلى حد أن وكالة الأنباء الفرنسية خافت على مهنيتها وسمعتها ومصداقيتها إذا نشرت هذا الكلام.. فأحجمت عن نشره.؟! هل الجزائريون بحاجة لأن يخاطبهم الرئيس عبر وكالة الأنباء الفرنسية وبالوكالة عنها عبر وكالة الأنباء الجزائرية؟! لماذا يفضح هؤلاء الإعلاميون الأكفاء في الرداءة أنفسهم ويفضحون البلد بهذه الطريقة البائسة.؟! تعلمي يا وكالة أنباء فرنسا بؤس المهنية من وكالة ومسؤولي الإعلام الجزائري. وموتوا يا إعلاميي الجزائر بالقنطة على هذا المستوى المنحط الذي وصلت إليه حالة إعلام البلاد؟!