صحفيو ''لوموند'' الفرنسية احتجوا على إدارة جريدتهم نصف العمومية، لأنها نشرت حديثا مع الرئيس الجزائري بوتفليقة أنجزته وكالة إشهار.. ونشرته ''لوموند'' على أنه من الأعمال الإعلامية! هكذا إذن يحس الصحفيون في ''لوموند'' التاريخية بالإهانة المهنية وهم يرون صحيفتهم تمس بأخلاقيات المهنة الصحفية.. لأن الجزائر تكون قد اشترت صفحات ''لوموند'' بثمن يليق بأن تقوم ''لوموند'' وما أدراك ما ''لوموند'' ''بعفس'' الأخلاق المهنية العريقة التي تتميز بها هذه الصحيفة. ولكن أي مرارة سنحس بها نحن في الجزائر ''شعب وصحفيون'' ونحن نرى رئيس جمهوريتنا يعطي حديثا صحفيا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال لوكالة إشهار.. وينشر كإشهار غير معلن وتدفع الدولة الجزائرية ثمن نشره؟! هل هناك فضيحة إعلامية أكثر من هذه لو كانت الفضائح تهزنا.! من هو هذا الذي تفتقت عبقريته الإعلامية عن هذا التصرف الإعلامي الذي يحوّل رئيس الجمهورية إلى سلعة يتم الإشهار لها في الصحف العالمية كما تشهر السلع الاستهلاكية وغير الاستهلاكية؟! هل بعد هذه الفضيحة يمكن أن نتحدث عن وجود إعلام في الجزائر وعن وجود مسؤولين عن الإعلام! هل يمكن أن نتصور أن هذه القضية تمت دون علم الرئيس؟! أو قدمت له على صورة أخرى؟! في الستينيات أراد عرب الجامعة العربية بعد هزيمة 1967 ''غزو'' الرأي العام العالمي بموضوعات تشرح وجهة النظر العربية في الصراع العربي الإسرائيلي.. وتفتقت عبقرية إعلام الجامعة العربية عن شيء مشابه لهذا الذي تفتقت عنه عبقرية الإعلام عندنا.. فكتب جهابذة الإعلام العربي مقالات منمقة واشتروا لها مساحات في الصحف البريطانية الكبرى والأمريكية! لكن هذه الصحف نشرت المقالات وكتبت عليها ''عبارة إشهار''.. ولكن هذا لم يحدث مع رئيس الجزائر في ''لوموند'' ولهذا احتج الصحفيون الفرنسيون على عدم مهنية ما نشر؟! هل هذا يعني أن نظرة السلطة في الجزائر إلى الإعلام ماتزال تشبه نظرة العرب للإعلام في 1967؟! بقي أن يعرف الرأي العام الوطني بكم اشترى أو باع رجال إعلام الجزائر حديث الرئيس لصحيفة ''لوموند''؟! والأكيد أننا لو نعرف ملابسات القضية لبكينا بدل الدموع دما في عيد الاستقلال.. وأي استقلال هذا؟! [email protected]