ما زالت عملية تجميل العاصمة متواصلة، استعدادا لاستقبال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، هذا الأربعاء. ترميم ودهن واجهات العمارات عبر شوارع ديدوش مراد وزيروت يوسف وصولا إلى شارع جيش التحرير، الذي تجري فيه أشغال تهيئة واستكمال غرس أشجار النخيل، انطلقت منذ أشهر طويلة... وبالموازاة مع هذه الأشغال، لا تكاد تنقطع اجتماعات السلطات المحلية للعاصمة قصد إنجاح زيارة هولاند، وعدم ترك أي ثغرة تؤثر على تنظيمها. المنتخبون الجدد لبلدية الجزائر الوسطى يكونون قد وضعوا خلافاتهم بخصوص منصب المير جانبا، وقرروا لم شملهم بهذه المناسبة. وفي تصريح قصير لحكيم بطاش، رئيس البلدية، بين اجتماعين أمس (بعد خروجه من اجتماع الوالي وقبل دخوله في اجتماع مع مساعديه في البلدية)، قال: ''أنا منتخب بالأغلبية وأنا من سيسلم مفاتيح مدينة الجزائر للرئيس الفرنسي، والوالي قال لي سنرى شعبيتك في الحشد الجماهيري الذي سيخرج لاستقبال هولاند''. التحدي كبير إذن والرهان مرتبط بمستقبل أشخاص قبل أن يكون مرتبطا بالدفع الذي قد تمنحه هذه الزيارة للعلاقات السياسية والاقتصادية للبلدين، أو الدفع الذي قد تعطيه للملفات العالقة في مجال الذاكرة أو الملفات الجهوية الراهنة كالأزمة المالية والسورية... أمام هذه الرهانات التي تشكلها زيارة هولاند بالنسبة للمسؤولين الجزائريين، سارعت مجموعة من العسكريين الفرنسيين السابقين، الجمعة الماضي، لإيداع عريضة لدى المحكمة الإدارية استباقا لرغبة هولاند إهداء الرئيس بوتفليقة مفاتيح الجزائر العاصمة التي سلمها الداي حسين لقائد الجيش الفرنسي دوبرمون يوم 5 جويلية .1830 وتقع هذه المفاتيح، حسب القوانين الفرنسية، تحت طائلة التراث الوطني غير القابل للتنازل وإخراجها من متحف الجيش. وإذا كان هولاند يرغب في إهداء مفاتيح الداي حسين لبوتفليقة، عليه أن يعرض قانونا خاصا على البرلمان لرفع الطابع القانوني الحالي عنها. وهي إجراءات يستعصي استكمالها في اليومين المتبقيين عن موعد الزيارة. يذكر أن الجزائر لم تطالب باسترجاع مفاتيح الداي حسين، في حين طالبت بمدفع بابا مرزوق المتواجد حاليا في مدينة براست الفرنسية، ولم يلق الطلب الاستجابة من قبل السلطات الفرنسية لنفس الاعتبارات القانونية. في حين سبق للرئيس جاك شيراك أن أهدى بوتفليقة أختام الداي حسين خلال زيارته للجزائر في .2002 ولم تلق تلك الهدية الديبلوماسية معارضة في فرنسا كونها لا تحظى بنفس الصفة القانونية لمفاتيح العاصمة. فإذا أخذنا بعين الاعتبار كل الجدل الذي أثارته زيارة هولاند للجزائر، لا نجد أثرا لما قد يحمله المقيم الجديد في الإليزي في حقيبته إلى الجزائر، بينما كشف هولاند عن كل ما يريده تقريبا من الجزائر، منها تعاون حكومتنا في قضية التدخل العسكري في شمال مالي وملف أملاك الأقدام السوداء وقضية رهبان تيبحيرين...