تحمل زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر بين 19 و20 ديسمبر الجاري، بعد "الرسائل الرمزية" التي تحول من خلالها فرنسا ذات التوجه اليساري محو العثرات التي خلفتها حكم دام خمس سنوات من فرنسا الساركوزية. نقلت مصادر مطلعة، ان زيارة فرانسوا هولاند تتضمن النزول إلى ساحة مورين اودان الشهيرة بالعاصمة، ويقف خلالها على الثوري وعالم الرياضيات الذي قتل تحت أيدي المضليين الفرنسيين 1957، ويحاول هولاند بهذه الطريقة اللامباشرة "استنكار" ممارسات فرنسا الاستعمارية التي ذبحت وقتلت الجزائريين في حرب التحرير وقبلها في سنوات الاستعمار التي امتدت لأكثر من 130 سنة، وبهذه لطريقة سيرجم هولاند لاستعمار من جهة ولا يؤلب الرأي العام الفرنسي عليه الذي يشده الحنين إلى قوات بيجار وماسو، كما سيحول سيد الاليزيه تفادي هجمات اليمين الذي اتهمه بالبزنسة مع الجزائر بعد اعترافه بمجازر 17 أكتوبر 1961 التي قتل فيها المهاجرون الجزائريون بباريس. ومن الرمزيات التي سيأتي بها هولاند، تسليمه لمفاتيح مدينة الجزائر التي سلمها الداي حسين للغزاة الفرنسيين بعد احتلالهم الجزائر. ورغم الرمزيات في يد هولاند التي يأتي بها إلى الجزائر هذا الشهر، يبقى الجزائريون بما فسيهم الرسميون، ينتظرون فتح الملفات الحقيقية، ولعل من أهمها اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية التي أتت على الأخضر واليابس، وهو المطب الموجود حاليا على مستوى المجلس الشعبي الوطني. الى ذلك، تسعى حركة فرحات مهني الانفصالية "الماك" التشويش على الزيارة، حيث ذكرت مصادر انه الماك سينظم وقفة يوم 19 ديسمبر الجاري في تيزي وزو، لإبلاغ هولاند "بحاجاتهم له"، ومعلوم أن فرحات مهني يحاول لفت الرأي العام الدولي حيث قام بجولات مكوكية وصلت إلى حد دخول الكيان الصهيوني، بعد ثبت عجزه عن جمع أزيد من 100 شخص داخل الوطن.