رفع خصوم عبد العزيز بلخادم في ''حركة تقويم وتأصيل جبهة التحرير الوطني''، رسالة إلى رئيس الحزب، عبد العزيز بوتفليقة، يطالبونه فيها بتنحيته من قيادة الحزب، بحجة أنه ''عبث به وقاده إلى هزيمة تاريخية'' في الانتخابات المحلية الماضية ''بسبب سياسته الارتجالية الرعناء''. قال عبد الكريم عبادة، منسق ''حركة التقويم''، أمس، في ندوة صحفية بأعالي العاصمة، إن الرسالة تتضمن دعوة بوتفليقة بصفته رئيسا للحزب كما هو مكتوب في القانون الأساسي، لأن يمارس هذه الصلاحية لإنهاء مهام بلخادم كأمين عام. وذكر عبادة بهذا الخصوص: ''بعدما استنفدنا كل وسائل الحوار، بقي لنا ملجأ واحد، هو رئيس الحزب الذي دعوناه في رسالة إلى تحمل مسؤولياته التنظيمية والتاريخية، نظرا لما آل إليه وضع الحزب تحت قيادة الأمين العام وزبانيته ومعهم أعضاء المكتب السياسي''. وأفاد عبادة، الذي كان مرفوقا بثلاثة وزراء سابقين هم الهادي خالدي ومحمد الصغير قارة وعبد الرشيد بوكرزازة، بأن بلخادم ''يتبجح دائما بادعائه بأنه محمي من الرئيس وبأنه سيرحل إن طلب منه الرئيس ذلك، ونحن راسلنا الرئيس ليطلب منه التنحي''. وأضاف: ''إننا ندعو الرئيس لأن يرمي بثقله في الحزب لإزاحة بلخادم (..) وإذا لم يتدخل سنواصل الضغط على الأمين العام وسندفعه إلى الرحيل آجلا أم عاجلا''. وقال عبادة إن رفاقه في ''التقويم والتأصيل'' يحتفظون بحق متابعة الأمين العام قضائيا، لأنه عبث بحزب الثورة والتاريخ وتصرف فيه وكأنه مزرعة ملك له''. داعيا إلى ''تقديمه للمحاسبة أمام لجنة الانضباط حتى يرد على هذه العبثية''. وأضاف: ''حان الوقت ليدفع الحساب، ومن موقعنا أعضاء باللجنة المركزية، ندعو إلى تنظيم محاكمة شعبية لبلخادم، محاكمة يحضرها المناضلون بغرض إدانته هو ومكتبه السياسي المشارك في هذه الجريمة''. وما يسميه عبادة وخصوم الأمين العام ''جريمة''، ممارسات مشينة في الحزب يحملون بلخادم مسؤوليتها، من بينها أنه ''أفلس الأفالان وكرّس الرداءة والولاء للشخص''. وعلى خلاف بلخادم، يعتبر ''التقويميون'' نتائج انتخابات 29 نوفمبر الماضي ''كارثية''، بل هي ''هزيمة نكراء وتاريخية للأفالان''. وقال عبادة إنه ''يتحسر على حال حزبنا الذي ساهمنا في بنائه، بعد الصفعة والهزيمة التي نالها''. وعكس التقويميين، صرح بلخادم أن الأفالان ''لا يزال القوة السياسية الأولى رغم التآمر عليه''. ويؤاخذ على خصومه أنهم ''يحولون انتصارات حزبهم إلى هزائم''. وحول ذلك يقول عبادة: ''إننا لا نتحامل على بلخادم وإنما نتيجة تسييره هي التي أثبتت أنه كان مكلفا بمهمة القضاء على الجبهة''. وأضاف: ''لقد تعهد بالاستقالة إن لم يفز بألف بلدية، وفي النهاية خسر بلخادم في مسقط رأسه بالسوفر وخسر الأفالان في أهم معاقله بالبلاد. وأمام هذه الكارثة، يفترض أن يتحلى الإنسان بالمروءة فيقدم الاستقالة. لكن بلخادم يمارس التغليط والدجل على الناس بالتلاعب بالأرقام، وبزعمه أن الأفالان هو القوة السياسية الأولى''. وأوضح عبادة أن حوالي 800 منتخب محلي أفرزتهم المحليات ينتمون ل''حركة التقويم''. ولا يريد هؤلاء، حسبه، الكشف بأنهم معارضون لبلخادم ''حتى لا يتعرضوا للإقصاء''. ودعا المناضلين إلى ''تحمل مسؤولياتهم التاريخية بتشكيل لجان بلدية وولائية لتسيير شؤون الحزب''.