لم يتردد بوجمعة هيشور القيادي في الحركة التقويمية لجبهة التحرير الوطني أمس، في قصف غريمه عبد العزيز بلخادم بالثقيل، وراح يتهمه بالتمييع وربح الوقت واعتبر قراراته «اجتهادات شخصية» في معرض تعليقه على ما سماه هيشور إقدام بلخادم بصفة ارتجالية على إلغاء الدورة الاستثنائية للجنة المركزية المزمع عقدها يومي 8 و9 سبتمبر القادم. في تصريحات خاصة ب»السلام»، ركّز هيشور على أنّ رؤى الأمين العام للحزب تجاوزت المحليات المقبلة وسائر الاستحقاقات الأخرى بحكم سعيه لفرض نفسه في رئاسيات 2014، على حد قوله، مؤكدا أنّ الأمين العام للأفالان يتعمّد ممارسة ما نعته «التمييع وتبني سياسة إضاعة الوقت». في غضون ذلك، وصف هيشور ما يحدث حاليا من صراعات على مستوى قوائم الأفالان في مختلف الولايات على غرار البليدة وجيجل وعدد من الولايات الأخرى مجرد تضليل ونثر للغبار في أعين المناضلين والشعب الذين لا يؤمن بلخادم بهم، مؤكدا أن هذا الأخير وحده صاحب القرار النهائي كما جرت العادة -على تعبير المتحدث- في ترسيم رؤساء القوائم تبعا لقدراتهم المالية. وقال هيشور: «وعليه عمد بلخادم إلى إلغاء الدورة الاستثنائية للجنة المركزية قصد الوصول إلى تنظيم مؤتمر عام يحضره كل من هب ودب بحكم أنها المخولة لرسم استراتيجية الانتخابات المحلية القادمة، تفاديا لإجماع أعضائها على قرار قد يعرقل السياسة الخبيثة التي ينتهجها الأمين العام» الذي أكد هيشور أنه يسعى لكبح جماح اللجنة المركزية حتى يبقيها في قبضته، باعتبار أنها صاحبة القرار النهائي في اختيار ممثل للحزب في رئاسيات 2014 المقبلة. في سياق ذي صلة، فند بوجمعة هيشور مزاعم الأمين العام للحزب القائل بعدم وجود أثر وفعالية لمعارضيه، مؤكدا استمرار نضال المعارضة الذي ازداد قوة، وقال هيشور: «المعارضة تنشط على بواسطة عدد من أفراد اللجنة المركزية وكذلك على مستوى العديد من القواعد التابعة للحزب عبر مختلف ولايات الوطن، وسيتضح ذلك قبيل المحليات بأيام حين سينفجر الوضع»، على حد توقعه. على طرف نقيض، قال قاسى عيسي المتحدث باسم حزب جبهة التحرير الوطني في تصريح خص به «السلام»، إنّ الحزب لم يحدد بعد الاستراتيجية الواجب انتهاجها لخوض غمار المحليات في 29 نوفمبر المقبل، مؤكدا عدم توصل الحزب لحد الآن إلى تشكيل لجنة التحضير للمحليات. بيد أنّ مصادر موثوقة من محيط الجناح المناوئ لبلخادم، أسرت بوجود حراك في التقويمية من أجل انتخاب قيادة جديدة للحزب العتيد ستكشف عنها لقاءات الأسبوع القادم، حيث ستوكل إليها مهام تسيير وتنظيم طرق عمل خصوم بلخادم من الجناح التقويمي وأعضاء اللجنة المركزية من أصحاب مبادرة سحب الثقة من الأمين العام للجبهة. وأكدت مصادر «السلام» بأنّ لقاءات خصوم بلخادم من المركزيين وحركة التقويم والتأصيل لا تزال مستمرة وقائمة، والتي يتصدرها بحسب مصادرنا قضية انتخاب رئيس لمناوئي بلخادم من إبقاء الوضع على حاله، حيث يواصل الجناح المعارض لبلخادم نضاله داخل اللجنة المركزية التي يتواجد بها 250 عضو من أصحاب مبادرة سحب الثقة لبلخادم ومن «12 إلى 15» من أعضاء حركة التقويم والتأصيل لمنسقها العام عبد الكريم عبادة. بالتزامن، يعكف مناوئو بلخادم على التحضير بجدية للدورة الاستثنائية المقبلة، وأوضحت مصادرنا بأن خصوم بلخادم على توافق تام، مشيرة إلى انسجامهما في وجهات النظر والطرح وبالخصوص ما تعلق بآليات النضال المستقبلية التي ستوضح معالمها اللقاءات القادمة التي ستفضي إلى القرار النهائي بشأن وضعية الجناح المعارض للأمين العام للأفالان، فيما يتعلق بانتخاب رئيس له يكون عبارة عن منسق عام من بقاء الوضع على حاله، حيث يواصل المركزيون نضالهم لتنحية بلخادم خلال الدورة الاستثنائية القادمة.