أكد الدكتور محمد يوسفي أخصائي في الأمراض المعدية، بأن حالات الوفاة المسجلة في ولايتي المسيلة وورفلة بسبب مرض التهاب السحايا لا يمكن وصفها بالوبائية في الوقت الحالي، لكنها تقتضي اليقظة كون هذا النوع معدي ويتنقل عبر الهواء في الفضاءات الضيقة. وذكر المتحدث ل ''الخبر'' أن نوع واحد من التهاب السحايا يحمل صفة العدوى. وعادة ما تعشّش الجرثومة في بلعم الشخص المصاب، لكنها لا تصبح مرضية إلا في حالة ما إذا كان يشكو من نقص المناعة، حيث سرعان ما تنتقل الجرثومة إلى المخ، مما يبينّ أهمية تشخيص المرض مبكرا لإنقاذ حياة المصاب بالمرض. والأمور قد تستغرق بضعة ساعات من أجل انتشار المكروب ودخول المعني في حالة غيبوبة تؤدي إلى وفاته. وقال نفس المصدر بأن هذا النوع من التهاب السحايا تراجع في السنوات الماضية بالجزائر، شأنه شأن باقي الأمراض الوبائية، ومع ذلك فهو مدرج ضمن قائمة الأمراض القاتلة. وقد بيّنت الدراسات بأنه ينتشر أكثر في فصل الشتاء نتيجة التهاب الحنجرة عند الحاملين لهذا الجرثوم، ثم يقوم بدوره بنقل المرض عبر الهواء بمحيطه المقرب سواء العائلي أو الوسط المهني. وهذا ما حدث، على حد تعبيره، في مسيلة وورفلة وإن كانت هذه الحالات معزولة ولا تستدعي ''الهلع'' غير أنها قد تكون مؤشرا على عودة المرض، الأمر الذي يستدعي توخي الحيطة والحذر في التعامل معه عن طريق تقديم علاج وقائي لكل الأفراد الذين احتكوا بالأشخاص المتوفين بسبب المرض ومرافقة هذه الإجراءات بفتح تحقيق معمّق لمعرفة أسباب عودة المرض. يذكر أن شخصين توفيا منذ قرابة الأسبوعين بعد اصابتهما بجرثوم التهاب السحايا الناجم عن التعفن الاستشفائي إثر خضوعهما لعملية جراحية بعيادة خاصة بولاية البليدة، فيما يخضع 16 آخرين للعلاج المكثف بمستشفى بوفاريك بعدما ظهرت عليهم أعراض مرض التهاب السحايا الناتج عن سوء تعقيم العتاد الطبي، على أن يحدد التحقيقين الأمني والإداري بالضبط مصدره والكيفية التي انتقل بها إلى المرضى.