اتهم النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، رسول طوسون، جهات خارجية ليست لها مصلحة في استقرار الأمن في تركيا، باغتيال ثلاث ناشطات في حزب العمال الكردستاني في باريس لنسف مشروع السلام مع الأكراد الذي اقترحته حكومة رجب طيب أردوغان، نافيا بشدة أن تكون المخابرات التركية متورطة في هذه الاغتيالات، نظرا لحرص أنقرة على نجاح مشروع السلام مع الأكراد. من يقف وراء اغتيال ثلاث مناضلات في حزب العمال الكردستاني في باريس؟ لسنا متأكدين من الجهة التي اغتالتهن، ولكننا نشك أن وراء هذه الاغتيالات جهة دولية تهدف إلى إعاقة وعرقلة مشروع السلام مع الطوائف الكردية المسلحة، فهناك جهات في الشرق والغرب يتاجرون في قضية الأكراد من بينهم جيراننا (العراق وسوريا وإيران..) والاتحاد الأوروبي وخاصة فرنساوبلجيكا وألمانيا والنرويج، وهؤلاء يحمون ''الإرهابيين'' الأكراد، وعلى سبيل المثال امرأة (كردية) اغتالت رجل أعمال تركيا فلجأت إلى بلجيكا، وطيلة 10 سنوات ونحن نطالب بتسليمها، إلا أنهم أطلقوا سراحها، وهذا يدل على أن هناك جهات سياسية تقف إلى جانب ''الإرهابيين''، فهناك أطراف لها أياد في (حزب العمال الكردستاني) الذي ليس جماعة مسلحة وفقط، بل هناك جهات في شمال العراق تنظمهم، كما أنهم مدعومون اقتصاديا ولهم مداخيل بنحو 500 مليون دولار تأتي من تجارة المخدرات وعمليات تجارية أخرى بدعم من أطراف في الشرق والغرب. إحدى القتيلات الثلاث كانت مطلوبة لدى الأمن التركي، ما الذي يمنع من إمكانية استهداف المخابرات التركية لها في الخارج؟ أنقرة ليست متورطة في موضوع الاغتيالات، بل تسعى لمزيد من الاحتياط لتحقيق أهدافها مع المسلحين لتسليم أسلحتهم، ولكن الذين لا يريدون السلام في تركيا هم من يقف خلف هذه الاغتيالات لإفساد أي عملية تسوية سياسية مع الأكراد. ما هي خطة حكومة أردوغان لإقناع حزب العمال الكردستاني بإلقاء سلاحه؟ أول خطوة تتمثل في إلقاء الإرهابيين الأتراك السلاح، ثم نتدرج في المراحل، حيث سيتم تغيير بعض القوانين، وترحيل أكثر من ألف عنصر ممن تلطخت أيديهم بالدماء إلى خارج البلاد، أما إعطاء الأكراد حكما ذاتيا فهذا أمر غير وارد، وزعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، تراجع عن هذا المطلب، ورئيس الحكومة رجب طيب أردوغان أكد أنه لا يوجد هناك أي حديث عن حكم ذاتي في المنطقة، لأن تركيا دولة موحدة.