لو تكرمت يا سعد وقصصت على الشباب: كيف اقتصت فرنسا من المرحوم بلوصيف، فهو الوحيد الذي شُهّر به وذكرت حتى مقتنيات زوجته وحكم عليه ب12 سنة سجنا نافذا في محكمة عسكرية، عشرات الشيخ، البيض. أولا: يا دكتور لماذا تغمس قلمك في جرحي؟! فالمرحوم حكم عليه ب12سنة سجنا نافذا بتعليمة من الذين أمروا بسجن عباسي مدني وبلحاج وحكم عليهم بنفس المدة.. وتهمة بلوصيف محاولة سرقة المال العام.. وتهمة عباسي ورفاقه محاولة سرقة الحكم من الذين أمروا بالمحاكمة العسكرية.! بلوصيف كان الكاتب الخاص لقيادة الأركان الثلاثية: بومدين ومنجلي وقايد أحمد، وكان مجاهدا خالصا. تعرفت عليه في أدغال إفريقيا وبالتحديد في مكان يسمى ''مدينة بويه'' بغينيا بيساو، حيث أوفده بومدين إلى هناك لتنظيم جيش غينيا بيساو عشية استقلالها.. وكان، رحمه الله، مدير الأفراد في وزارة الدفاع برتبة رائد. وكان معه المرحوم حسن الطيبي أمين عام وزارة الداخلية في عهد مدغري وبوزبيد عبد المجيد، مدير بإدارة الأمن الوطني وجلول ملائلة مسؤول المنظمات التحريرية بالحزب، لأن مفاوضات الاستقلال بغينيا بيساو مع البرتغال جرت في الجزائر وبالتحديد في فيلا علي الشريف الأثرية والتي أخذها فيما بعد أحد المسؤولين بالدينار الرمزي.. في حين تمت محاكمة بلوصيف بتهمة أخذ فيلا لوزارة الدفاع وهي فيلا لا تساوي حتى ربع فيلا علي شريف هذه؟! زرته، رحمه الله، في بيته بالأبيار عشية استدعائه للمحاكمة في المحكمة العسكرية بالبليدة وكان يوم خميس وقضيت معه نصف يوم كامل.. وعندما ذهب إلى المحكمة زجّ به في الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمته.. وقد روى لي، رحمه الله، بالتفصيل قضية الأموال التي قيل إنه حوّلها لحساب زوجة الرئيس الشاذلي في فرنسا.. وحكى لي حكاية منعه تحليق الطائرات الفرنسية التي ذكرتها في عمود الأمس.. كما حكى لي قصة منعه تحليق طائرة الوزير الفرنسي فوق منطقة تندوف سنة 1982 وهي عائدة من السينغال، لأن تندوف، آنذاك، كانت تعرف مشاكل عسكرية غاية في الخطورة خاصة بعد معارك البوليساريو مع المغرب في ما سمي بمعركة الزاك. في ذلك اليوم الذي قابلته فيه كانت ''الوطن'' قد نشرت نص التقرير السري حول ما سمي بقضية بلوصيف مع وزارة الدفاع والذي أعده أربعة جينرالات هم: نزار وعطايلية وهجرس وكمال عبد الرحيم، وكان ذلك بتكليف من الشاذلي.. كان بيت بلوصيف محروسا وأنا لا أدري، وبعد خروجي من عنده، اتصلت وزارة الدفاع هاتفيا ببيتي وقال المتصل لزوجتي بأن وزير الدفاع نزار يريد الاتصال بي وترك رقم هاتف.. وعندما عدت إلى المنزل متأخرا كالعادة، تفاجأت بالأمر، لأنه لم يكن لي سابق علاقة بنزار ولا بوزارة الدفاع.. لذلك شككت أن يكون وزير الدفاع بالفعل هو الذي بحث عني.. فاتصلت بالصديق العقيد رمضاني وطلبت منه أن يتأكد لي إذا كان هذا الرقم الهاتفي هو فعلا رقم وزارة الدفاع.. وقام مشكورا بالواجب وقال لي إنه رقم الكاتب الخاص لوزير الدفاع، فاتصلت بالكاتب الخاص وحدد لي موعدا وقابلت نزار، وزير الدفاع، في مكتبه وكانت هذه المرة الأولى التي أقابله فيها.. كان همه معرفة ما جرى بيني وبين بلوصيف.. لم أكن على علم بأن نزار هو الذي يريد رأس بلوصيف.. وعرفت ذلك خلال هذا اللقاء.. لأنه حدثني عن محتوى التقرير الذي نشرته ''الوطن'' وقال لي إنه لم يخرج من وزارة الدفاع، وحكى لي نزار عدة حكايات تتصل بعلاقاته ببلوصيف، لا يتسع المجال لذكرها هنا. كل الناس بعد ذلك قالوا إن الشاذلي وبلخير ونزار، كانوا وراء سجن بلوصيف بتهمة الاختلاس، في حين يؤكد بلوصيف أنه سجن من طرف فرنسا لأنه مسّ بمصالحها في وزارة الدفاع، خاصة الصفقات واستعمال المجال الجوي. عندما تولى اليمين زروال رئاسة البلاد، اتصل به محمد الصالح يحياوي وطلب منه أن يفعل شيئا لصالح المجاهد بلوصيف، وتحرك زروال ونقله من السجن إلى مصحة في زرالدة... لكن العماري وجماعته أعادوه إلى السجن ثانية دون علم زروال.. واتصل يحياوي ثانية بزروال فوجده خالي الذهن من الأمر.. وعندها تحرك بقوة واتخذ الإجراءات التي أدت إلى إطلاق سراحه، وقد قابلته بعد إطلاق سراحه وحكى لي ما يشيب له الولدان.. ولا يتسع المجال لذكره هنا.. لماذا حركت في المواجع يا دكتور؟ [email protected]