لم يصدق شتوح توفيق عندما استيقظ من غيبوبته، فوجد يده التي مزقها المنشار الآلي على مستوى الزند، مغطاة بضمادات، كل ما كان يتذكره عبارات رددها الجراحون عند وصوله إلى عيادة الشفاء باليشير، (يده ضاعت).. (يجب قطعها وإيقاف النزيف)، وبكاء أقاربه المفجوعين، يتساءلون هل من أمل، إنه المعيل الوحيد لأسرة متكونة من أربعة أطفال. كانت أصابع توفيق شتوح، 38 سنة وأب لأسرة متكونة من أربعة أطفال، ما تزال سوداء تحت الضمادات، يروي ل''الخبر'' قصته النادرة، قائلا ''أنا عامل في الشركة الصينية المكلفة بإنجاز الطريق السيار، كنت أشتغل عند مقاول عندما انفلت المنشار الكهربائي وقطع يدي على مستوى الزند كليا، فلم يبق إلى العرق الممون للإبهام، نقلوني إلى عيادة قريبة من الورشة. عند وصولنا، أجمع الأطباء والجراحون في قاعة الاستعجالات، على قطع يدي، فجأة دخل جراح العظام تمهاشت هشام الذي خرج لتوه من غرفة العمليات، تأمل يدي وسط توسلات وبكاء الأسرة، فقال لي ''سأحاول أن أنقذ ما يمكن إنقاذه''. ويواصل توفيق: '' فقدت بعدها الوعي، وبعد حوالي خمس ساعات استيقظت، كان شعوري لا يوصف عندما أدركت أن يدي لم تقطع، رغم أن الجراح قال لي لا بد من مهلة 72 ساعة لتحديد مصير يدك، ومرت المهلة وتمكنت من تحريك الإبهام خلال الأسبوع الموالي، ثم بدأ الإحساس يدب إلى أصابعي، في انتظار العملية الثانية لترميم الأعصاب في مستشفى الدويرة بالعاصمة''. سكت توفيق لحظة وأضاف باكيا ''ابنتي الصغيرة كل صباح تقبل أصابعي، أليست هذه نعمة؟''. اتصلنا بجراح العظام لمعرفة حالة توفيق الصحية، فأوضح بأنها عملية جراحية على زند مقطوع كليا، ومن حسن حظ توفيق أن العرق الممون للإبهام كان سليما، وسمح بتموينه بالدم عند نقله إلى العيادة، مضيفا أن الحالة كان ميؤوسا منها وتم خلال العملية ربط العظام والعصب والشرايين، إضافة إلى الجلد خلال أكثر من أربع ساعات. والحمد لله، استعادت يد توفيق الحياة خلال 72 ساعة، بعد تموينها بالدم وتمكن الضحية من تحريك إبهامه.