ينتظر محمد العوفي، البالغ من العمر 16 سنة، تدخل وزارة الصحة من أجل التكفل بحالته الصحية، على أمل أن يحظى بعلاج يعيد إليه الإحساس بأطرافه المشلولة. ويناشد والد محمد السلطات العليا في البلاد لنقل ابنه محمد نحو الخارج، هذا الشاب الذي تتلخص مأساته في كونه ضحية لإهمال طبي منذ أن كان عمره سنة ونصفا تقريبا، عندما أصيب فجأة بحمى اضطرت عائلته لنقله إلى المستشفى. ولأنه لم يتم إسعافه، آنذاك، في الوقت المناسب، أصيب بالشلل. وبعد إخضاع محمد لعمليات ترويض عضلي متواصلة، تمكن من استعاده عافيته إلى حدّ كبير، واستطاع أن يندمج مع أقرانه في اللعب، غير أن حالته ساءت من جديد السنة الماضية، ليعود إلى الكرسي المتحرّك. ويقول والد محمد إنه لا يريد تكفلا ماديا من أحد، غير أنه ينتظر فقط تسهيل الإجراءات الإدارية من أجل نقل ابنه للعلاج بالخارج، بعدما أكد له جميع الأطباء الذين وقفوا على حالته أنه يتتطلب علاجا بالخارج. وهي الصرخة التي لمسناها على ملامح الطفل الذي سرّ لوجودنا، من خلال حركاته على الكرسي، وكأنه يقول لنا: إفعلوا شيئا لي حتى أعود لحياتي العادية من جديد، وأعيش طفولتي المغتصبة بإهمال طبي عارض.