لازالت عائلة ريحان من بلدية العلمة ولاية سطيف لم تتوصل إلى إيجاد حل لوضعية فلذة كبدها شيماء ريحان البالغة من العمر 5 سنوات، والتي سقطت ضحية التسيب والإهمال والتهاون الذي لا يزال يطبع مستشفياتنا في ظل ضعف المراقبة ما أدى إلى التجاوزات الحاصلة التي يذهب ضحيتها العديد من المرضى الذين لا حول ولا قوة لهم أمام الأخطاء الطبية التي تؤدي إلى عاهات مستديمة أو إلى الموت على يد أشباه أطباء يسمون بملائكة رحمة، غير أن هذه التسمية اسم على غير مسمى وليست في محلها في الكثير من الأحيان لاسيما في السنوات الأخيرة، حيث بلغت الأخطاء الطبية ذروتها نتيجة ضعف الكفاءة والحس المهني والضمير على حد سواء، حيث أصيبت شيماء بالتهاب في اللوزتين ما دفعها لإجراء عملية لاستئصالهما فدخلت المستشفى أملا في القضاء على هذا الداء الذي لا يتطلب استئصاله الشيء الكثير، بعد خروج شيماء من العملية لاحظ والداها نزيفاً يخرج من أنفها وعينيها، تساءل عن هذا الأمر الذي أجج مخاوفه، فكان الرد على استفساراته بحجج غير مقنعة للغاية وبأن كل شيء على ما يرام وابنته ستتعافى وتصبح في أحسن أحوالها على حد قوله، وأردف هذا الأخير قائلا إنه اطمئن ووالدتها لكلام الطبيب المعالج لكنهم وجدوا بأنه كلما مر الزمن زادت حالة ابنتيهما سوءا، فكانت المأساة حينما صرحت إدارة المستشفى بأن شيماء قد أصيبت بشلل رباعي جراء خطأ طبي ما جعلها تفقد البصر والسمع كما الحركة· ومازاد الطين بلة هو عدم اعتراف الفريق الطبي بما آلت إليه وضعية شيماء ريحان، فزاد هذا الأمر ضغطا على والدها الذي لم يستسلم للأمر الواقع ولم يخرج ابنته من المستشفى إرضاءً لهم، وعندما رفض نقلت لمصلحة الأمراض المعدية، ولكم أن تتصوروا الخطر الذي كان يحدق بها لولا ستر الله وحكمته· حاول والد ريحان الحصول على وثائقها وملفها الطبي كاملا لربما ينقذ الوضع ويرجع الابتسامة لابنته لكن ماذا يفعل هذا الوالد ولا قوة له ولا جاه ولا معارف، والأدهى من ذلك أن إدارة المستشفى رفضت تقديم أي وثيقة وأي تقرير عن وضعية ريحان، كما أن الطبيب الشرعي لم يصدر تقريره بعد، وتم تجميد القضية من طرف المحكمة، وتتساءل هذه العائلة ما السر في هذا التماطل والتجاهل؟ أيطبق القانون على الضعفاء والأبرياء والزوالية فقط؟ أم أن القانون سيأخذ مجراه في كلا الحالتين؟ ويضيف الفقير إلى الله أين هي العدالة التي كنا في زمن ما نؤمن بقدراتها في استرجاع حقوق المظلومين من البسطاء؟ وأين هو القانون الذي كان يحاسب الظالم على ظلمه والمجرم على جريمته؟ أليست ريحان شيماء ضحية مظلومة في هذه القضية التي لم تعد تعني عائلتها فقط بل أصبحت قضية رأي عام فكلما كان هناك خطأ طبي يكون هناك تمادى فيه، ومحاولة إخفائه وإلحاق الضرر بالضحية وهذا مخالف لقانون الإنسان· وعلى الرغم من أن شيماء ريحان تقوم بإعادة التأهيل بمركز رأس المال بولاية سطيف، إلا أن هذا العلاج غير كاف لأنها تحتاج إلى مركز تأهيل متطور وعالي الكفاءة ومثل هذه المراكز لا نجدها إلا في الخارج· وعلى الرغم من الصدمة جراء الوضعية التي آلت إليها وضعية شيماء الصحية كان والدها يسعى بكل الطرق والمحاولات لاسترجاع بسمتها وزرع الأمل في قلبها من خلال طرق العديد من الأبواب لعل وعسى يجد لصرخته واستغاثته آذانا صاغية من طرف وزير الصحة ووزير التضامن للتكفل بفلذة كبده البريئة، وعبر صفحاتنا جدد والد ريحان رفع استغاثته للسلطات العليا في البلاد على رأسها رئيس الجمهورية ووزير الصحة بالتدخل العاجل لمعالجة قضية ابنته وإنصافها والمطالبة بالتكفل بعلاجها في الخارج·