خضع الشاب ''أبو بكر الصديق'' سنة 2005 لعملية سحب القليل من الماء من ظهره لإجراء تحاليل طبية بعيادة ابن زهر لعلاج الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى مصطفى باشا، فكان ضحية خطإ أو إهمال طبي تسبب له في الإصابة بتقيح والتهاب حاد على مستوى منطقة الحقن ليؤكد له بعد ذلك أنه ناجم عن ميكروبات انتقلت له عن طريق الحقنة، ليدخل بعدها في دوامة لم يلق ردا من وزارة عمار تو للتكفل بحالته حينها. أصيب هذا الشاب بأعراض تشبه أعراض مرض السل ما استدعى إدخاله عيادة الأمراض التنفسية في فترة ما بين 19 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2005 من أجل القيام بالتحاليل والفحوصات الضرورية بغية الحصول على العلاج الشافي. ومن بين التحاليل التي اعتاد الفريق الطبي إخضاع المرضى لها بهذا القسم ذلك المتعلق بسحب القليل من الماء من منطقة الظهر للتأكد من نوع الجرثومة الموجودة في جسم المريض، فالعملية عبارة عن إجراء روتيني أصبح الفريق الطبي يتقنه جيدا، إلا أن ما حدث مع ''صديق'' لم يكن نتيجة عدم الخبرة وإنما نتيجة الإهمال. أعراض جديدة ظهرت بعد مغادرته المستشفى كشف التشخيص أن ''صديق'' يعاني من وجود الماء على مستوى الرئتين وعلاجه هو نفس علاج المصاب بالسل خضع طيلة تواجده بالعيادة إلى جميع الفحوصات والأدوية اللازمة من بينها سحب الماء من منطقة الظهر التي ظلت سليمة إلى غاية مغادرته المستشفى، حيث ظهر على مستوى المنطقة التي سحبت منها العينة للتحليل تقيح بدأ في النمو يوما بعد يوم مشكلا كتلة متوسطة الحجم مسببة آلام حادة وتقهقرا في حالته الصحية، فعاد من جديد إلى نفس المصلحة بعدما تأكد أن حالته حتما ناجمة عن الحقن. وفعلا تم إدخاله مرة أخرى إلى نفس القسم فجراء الفحوصات واتضح أن الأمر يتعلق بميكروبات غريبة انتقلت إلى جسمه عن طريق الحقنة، ولم يجد الفريق الطبي من طريقة لعلاجه سوى بإبقائه تحت المراقبة بعد إجرائه لتصوير بجهاز السكانير لموضع الألم الذي كان يزداد يوما بعد يوم وكانت نتيجة التصوير إصابته بتقرحين على مستوى الكبد وآخر في الظهر ما يفسر الألم الشديد. رفض الجراح إخضاعه لعملية جراحية لاستئصال التقرحات وفضل مواصلة العلاج بالأدوية وبعد شهر ونصف من العلاج تجمعت الميكروبات كلها في مكان واحد وانفجر التقرح ليظل ''صديق'' بعدها 4 أشهر كاملة تحت المراقبة مزودا بالأكياس الطبية إلى أن استعاد عافيته وطمأنه الأطباء أن حالته جيدة مؤكدين أن هذا الألم والتقرحات لن يعودا أبدا إلى الظهور من جديد. ساءت أوضاعه ووزارة تو تجاهلته بعد مضي 3 سنوات ظن فيها ''صديق'' أنه شفي تماما مصدقا وعود الأطباء له بعدم ظهور الألم مرة أخرى إلا أنه بدأ يشعر بأعراض المرض فالألم ازداد تدريجيا وتخوف الشاب على مستقبله دفعه إلى مراسلة وزير الصحة السابق عمار تو في 27 ماي من السنة الجارية، إلا أنه قد تم تجاهل مراسلته تلك، فقرر التوجه إلى مجلس أخلاقيات مهنة الطب باعتبار أن حالته ناتجة عن خطإ وإهمال طبيين من المصلحة، وها هو اليوم يتوجه بندائه إلى وزير الصحة سعيد بركات وكل السلطات المسؤولة للتدخل في علاجه والتكفل بحالته الناجمة عن خطإ طبي حسب ما أقره التقرير المحرر من مصلحة ابن زهر لعلاج الأمراض التنفسية والصدرية.