أثار إعلان وزارة التربية لتاريخ نهاية الدروس وتحديد دروس العتبة غضب نقابات القطاع، التي اعتبرت ذلك موقفا سلبيا من الوصاية، كونها تجاهلت العواقب الوخيمة لمثل هذه القرارات التي من شأنها تحطيم مستقبل التلاميذ، في الوقت الذي دعت إلى ضرورة تسخير فريق من المختصين النفسانيين عند بداية السنة الدراسية للحفاظ على الأقل على مصداقية شهادة البكالوريا. واعتبر المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ''كناباست''، مسعود بوديبة، إعلان الوزارة عن تاريخ توقيف الدراسة ومن ثمة تحديد العتبة سابقا لأوانه، وأنه جاء بهدف امتصاص غضب التلاميذ فقط، إلا أن هذا الأسلوب، حسبه، غير مجد بالنظر للنتائج المترتبة عنه، أين أصبح التلميذ يعتبر العتبة حقا مكتسبا، مع العلم أنها، يضيف بوديبة، تعمل على تدمير روح المبادرة عنده ليجد نفسه وهو بالجامعة دون مستوى، والروابط بين قطاع التربية والتعليم العالي بهذه الطريقة يتم حاليا تمزيقها تدريجيا، حسبه. كما نوه المتحدث بمسألة أخرى أكثر أهمية، ويتعلق الأمر هنا بشهادة البكالوريا التي قال بخصوصها إنه بهذا الأسلوب يتم ''تمييعها'' على اعتبار أنها الشهادة العلمية الوحيدة التي مازالت تحتفظ بنوع من المصداقية، وطالب الوزارة بإيجاد حلول كفيلة تعمل على التقليل من كثافة الدروس عوض الرضوخ إلى مطالب التلاميذ باللجوء إلى العتبة منذ 6 سنوات. من جهة أخرى نبه المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ''إنباف''، مسعود عمراوي، إلى أن العتبة ليست في صالح التلاميذ، مجددا رفضهم هذا الأسلوب في التعامل مع احتجاجات التلميذ، ومحذرا في ذات السياق من ارتفاع سقف مطالب التلاميذ مستقبلا إذا واصلت الوزارة انتهاجها لسياستها الحالية، محذرا في ذات السياق من ضياع الحلقة التي تربط حاليا بين الطور الثانوي والجامعي المبني على روابط متينة متبعة منذ أمد بعيد، وحينها ستحدث الكارثة، يضيف عمراوي، مؤكدا أنه بواسطة هذا الأسلوب وضعت وزارة التربية التلاميذ في موقع قوة يجعلهم يتحايلون لضياع أكبر عدد من الدروس دون علمهم أن هذا سيكون ضدهم في المستقبل، كما حمّل أولياء التلاميذ جزءا كبيرا من المسؤولية لعدم توضيح مخلفات مثل هذا القرار على رصيدهم العلمي عند دخولهم إلى الجامعة. وهي نفس المسؤولية التي حمّلها رئيس الاتحاد الوطني للتعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، لجمعيات أولياء التلاميذ كون هذا القرار يلحق أضرارا واسعة بأبنائهم، وتساءل: ''لماذا نجد جمعيات أولياء التلاميذ تنتقد النقابات خلال الإضرابات ولا تتخذ نفس المواقف مع مثل هذه القرارات رغم أنها مصيرية؟ ودعا الوزارة إلى العمل على إلغاء العتبة في بداية السنة الدراسية، بتسخير عدد من المختصين النفسانيين لذلك، كون التلاميذ أصبحوا يعتبرون العتبة حقا، ويصعب عليهم التخلي عنها بسهولة، وهذا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة وأن مصداقية شهادة البكالوريا أصبحت على المحك.