أكدت نقابات التربية أن قرار وزير التربية الأخير القاضي بحذف جزء من البرنامج الدراسي لصالح طلبة الأقسام النهائية غير تربوي ومن شأنه التأثير على مصداقية شهادة البكالوريا التي أصبحت وفقا لإجراءات الوزارة حسبهم ''شهادة مدرسية'' لا غير· ودعت النقابات الوصاية إلى ضرورة وضع محطة لتقييم الإصلاحات التربوية بفتح نقاش واسع يجمع كافة المختصين بحضور أولياء التلاميذ لوضع حد للمهازل التي يعيشها القطاع كل سنة· بعد رضوخه لمطالب تلاميذ الأقسام النهائية عقب الاحتجاجات الأخيرة ومنحهم حوالي شهر من أجل المراجعة وعدم تطبيق المقاربة بالكفاءات، إضافة إلى تحديد دروس العتبة، أقر وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد في تنازل آخر له حذف بعض الدروس من المقرر الخاص بالسنة الثالثة ثانوي· وتأتي إجراءات الوزارة الوصية في محاولة منها لقطع الطريق على أي استغلال سياسي للتلاميذ من خلال الدفع بهم إلى الشارع خاصة في الظرف الحالي الذي عرفت فيه الجزائر احتجاجات· وأكد في هذا الإطار المنسق الوطني للكنابست نوار العربي، أمس في تصريح ل''البلاد''، أن هذه الإجراءات ليست تربوية والتنازلات المتعددة للوزارة مع التلاميذ خطأ وقعت فيه مصالح بن بوزيد· واستغرب المتحدث طريقة تعامل الوزارة الوصية مع هذا الملف حيث قام الأمين العام للوزارة أبو بكر خالدي بالتوقيع على منشور يقضي بإلغاء المقاربة بالكفاءات في الوقت الذي لا يزال فيه الأساتذه يدرسون وفق هذه الطريقة، ولو تم إلغاء العمل بها من طرف الأساتذة لتم الانتهاء من البرامج الدراسية في آجالها ودون أي حذف أو تخفيف· وجدد التأكيد على أن العتبة التي حددتها الوزارة ليست تربوية وليست سياسة تربوية وهي عبارة عن حلول ظرفية وآنية لا تخضع لإستراتيجية معنية ولها تأثير كبير على مصداقية البكالوريا، لأنه المفروض أن تكون البكالوريا شهادة لنهاية التعليم الثانوي الذي يتضمن دروسا معينة وحذف دروس منها يمس بمصداقية الشهادة، مؤكدا أنه آن الأوان لوضع محطة لتقييم الإصلاحات التربوية بفتح نقاش واسع يجمع جميع المختصين بحضور أولياء التلاميذ لوضع حد للمهازل التي يعيشها القطاع كل دورة للبكالوريا· من جهته أكد مزيان مريان المنسق الوطني للسنابست أن إجراء حذف بعض الدروس لا يخدم مصلحة ومستقبل التلاميذ، لأن المدرسة كان من المفروض أن تكوّن التلاميذ ليس من أجل الحصول على البكالوريا فقط وإنما من أجل متابعة دروسهم في التعليم العالي، وعلى الوزارة الوصية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على قيمة البكالوريا لأن إجراءاتها الأخيرة جعلت البكالوريا عبارة عن شهادة مدرسية وسيصعد التلاميذ إلى الجامعة وهم يعانون نقصا كبيرا في المعارف· وأضاف أن إجراء الوزارة هذا يعد محاولة لتهدئة التلاميذ وضمان عدم خروجهم إلى الشارع، كان من المفروض أن يقابله قيام الوزارة بإجراء ندوة وطنية لتقييم الإصلاح التربوي خاصة التعليم الثانوي لوضع حد لهذه المشكلة التي أصبحت تطرح كل سنة·مقابل ذلك، أكد المكلف بالإعلام على مستوى ''الأنباف''، مسعود عمراوي، أن ما قامت به الوزارة ليس تحديد دروس العتبة وإنما هو تخفيف للبرامج، مضيفا في السياق نفسه أن القرار يعتبر اعترافا صريحا من الوزارة بكثافتها وهو ما نبهت إليه نقابات القطاع منذ سنوات· وعن اجتماع اللجنة الوطنية لمتابعة البرامج تساءل المتحدث عن جدواها باعتبار أن السنة الدراسية الجارية 20102011 لم تشهد إضرابات ولا كوارث طبيعية·للإشارة فإن نسبة النجاح في البكالوريا دورة 2010 فاقت 61 بالمائة بزيادة تجاوزت ال14 بالمائة مقارنة بالدورة التي سبقتها· وذهب البعض في هذا الإطار إلى التشكيك في مدى عكس هذه النتائج لمستوى التلاميذ حقيقة وأن تكون وراءها دوافع ''سياسية