القراء على حق حين يصفون بعض ما أكتبه هنا بالسطحية والتفاهة والسخافة... لأنني بالفعل في بعض الأحيان لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عما أريد قوله.. فيأتي ما أكتبه تافها وسخيفا.! ترى أين أجد الكلمات المناسبة للتعبير كما يجب عن هذا الحزب الذي يحصد الأغلبية في البرلمان ويحصدها في البلديات.. ويجتمع زعيمه بالمنتخبين المحليين بفندق الهيلتون، ليطلب منهم التصويت على مرشحي الحزب لعضوية مجلس الأمة.. ومع ذلك يخالف هؤلاء توجيهات الأمين العام ويصوّتون لصالح مرشحي حزب آخر هو ''الراندو''! ويتحول الأرندي إلى حزب الأغلبية في مجلس الأمة بفضل أصوات حزب الأفالان صاحب الأغلبية؟! هل بقي في هذه البلاد وفي هذا الحزب وفي مؤسسات هذه الدولة، ما يدل على أن البلاد فيها سياسة وفيها أحزاب وفيها مؤسسات.. وفيها رؤساء أحزاب.. وفيها ناخبون ومنتخبون؟! بل وفيها دولة أصلا؟! الحزب الذي لا يستطيع أن يتحكم في أصوات منتخبيه وليس مناضليه أو ناخبيه.. هل يمكن أن نطمئن إليه بأن يتحكم في تسيير البلد؟! ويتحكم في تسيير مؤسسات البلد؟! الدستورية وغير الدستورية؟! وإذا كان هذا هو البؤس السياسي الذي وصلت إليه البلد.. فأين أجد أنا الصحفي البائس الكلمات المناسبة للتعبير كما يجب عن هذا البؤس، دون أن أقع فيما يقوله القراء عني من سخف وتفاهة؟! الأرندي الذي أصبحت فيه فوزية حفصي زعيمة الزعماء وتقود حركة تصحيحية ناجحة، هزمت قيادة هذا الحزب.. هذا الأرندي ينتزع الأغلبية من حزب الأفالان في مجلس الأمة بأصوات المنتخبين في الأفالان؟! وزعيم هذا الأفالان يريد إقناع الرئيس بوتفليقة بصلاحيته لأن يكون رئيسا لمجلس الأمة.. وهو لم يستطع أن يقنع أعضاء المجالس الشعبية البلدية الأفالانية بالتصويت لصالح مرشحي الأفالان لعضوية مجلس الأمة؟! الإصلاح الحقيقي الذي ينتظره الشعب أمام هذه المهازل السياسية، ليس تغيير الدستور أو تغيير الوزراء أو الحكومة وبقية المسؤولين... بل التغيير الحقيقي هو كنس هذه الأحزاب وزعمائها وكنس هذه المؤسسات البائسة.. وإعادة بناء البلد على أسس سياسية صحيحة.. إنني تعبان وأحس أن الكلمات أصبحت عاجزة عن وصف ما يقع من مهازل؟!