عاودت قوات الأمن المركزى في مصر أمس الجمعة إلقاء القنابل المسيلة للدموع على العشرات من المتظاهرين المحتجين على عرض الفيلم المسيء إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم بجوار مسجد عمر مكرم من أجل تفريقهم لاستكمال بناء الجدار الخراساني عند مدخل السفارة الأمريكية، بينما شارك آلاف المصريين أمس في مظاهرات جديدة عقب انتهاء صلاة الجمعة للتنديد بالفيلم المسيىء إلى الإسلام. وكانت قوات الأمن قد توقّفت لمدّة ساعة كاملة عن إلقاء القنابل اتجاه المتظاهرين الذين بدأوا في إلقاء الحجارة مرّة أخرى على قوات الأمن. وفي سياق متّصل، واصلت قوات الأمن بناء الجدار الخراساني عند مدخل السفارة الأمريكية، وسط حراسة قوات الأمن المركزي المحتشدة في صفوف أمام الجدار المدعومة بثلاث مصفحات أمن مركزي. وقد تكررّ مشهد القبض على عدد من المتظاهرين عن طريق التفاف العشرات من أفراد الأمن بالزي المدني حول مسجد عمر مكرم للقبض على المتظاهرين الذين تقدّموا في الصفوف الأمامية من الاشتباكات. واستمرّت المناوشات بين عشرات المتظاهرين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 سنة، والمئات من أفراد الأمن المركزى المدعوم ب 3 مصفحات بجوار مسجد عمر مكرم، عقب قيام الأمن المركزى بإلقاء القنابل المسيلة للدموع للرد على إلقاء الحجارة من قبل المتظاهرين بكثافة على الأمن المحتشد بميدان سيمون بوليفار لتأمين بناء الجدار العازل عند مدخل السفارة الأمريكية، والتي أوشكت قوات الأمن على إنهائه. وكان 224 شخص قد أصيبوا في القاهرة الخميس في أسوأ أعمال عنف في شهور إثر اشتباك الشرطة المصرية مع المتظاهرين بالقرب من السفارة الأمريكية. وأطلقت قوات الأمن التي انتشرت في أنحاء المنطقة بالقرب من ميدان التحرير الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة. ونقل التلفزيون المصري عن وزارة الصحّة أن 224 شخص أصيبوا في الاشتباكات التي تعدّ الأسوأ منذ تولّي الرئيس محمد مرسي السلطة في جوان. كما ذكرت وزارة الداخلية أن 31 عنصرا من قوات الأمن أصيبوا، فيما ذكر التلفزيون المصري أن وزير الداخلية تفقد المنطقة وحثّ الشرطة على ضبط النّفس. وكانت نيابة قصر النيل بوسط العاصمة المصرية فتحت يوم الخميس التحقيق مع عدد من المتظاهرين اعتقلتهم الشرطة خلال الاشتباكات. ويطالب المتظاهرون باعتذار رسمي من الولاياتالمتحدة عن ذلك الفيلم وإيقاف بثّه الذي أثار أيضا موجة احتجاجات في العديد من الدول العربية والاسلامية. وأجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتّصالات هاتفية مع قادة ليبيا ومصر لضمان سلامة المنشآت الدبلوماسية والدبلوماسيين الأمريكيين، حسب ما ذكره البيت الأبيض.