ذكرت مصادر استشفائية بمصالح الصحة في الوادي بأن الأنفلونزا الغريبة التي أحدثت هلعا في أوساط المرضى والمواطنين وأودت بحياة ثلاثة أشخاص وأدخلت آخرين إلى العناية المركزة بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بن عمر الجيلالي، هي أنفلونزا موسمية، حسب نتائج التحاليل التي أجراها مخبر معهد باستور بالجزائر العاصمة على عينات الدم المأخوذة من دم المصابين. وأضافت المصادر بأن هؤلاء كانوا يعانون سابقا من أمراض مختلفة خاصة الأمراض المزمنة، ما تسبب لهم في مضاعفات صحية لدى إصابتهم بالأنفلونزا الموسمية، أدت إلى وفاة بعضهم. ومازالت مختلف المرافق الاستشفائية بوادي سوف تشهد حالة استنفار قصوى، إثر تسجيل 3 حالات وفاة وإخضاع 4 حالات أخرى، منها حالة جديدة، تعالج بمصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بن عمر الجيلالي، في انتظار نتائج التحاليل المخبرية لمعهد باستور الذي تسلم عيّنات من دم الضحايا. وتم توزيع الواقيات على العديد من العاملين بهذه المرافق، للوقاية من العدوى المحتملة لهذا الفيروس القاتل. وكانت بعض الأوساط الطبية تشتبه في انتقال مرض خطير من دول الساحل الإفريقي إلى جنوب البلاد، عن طريق المهاجرين الأفارقة الذين يتواجدون في عدّة بلديات في ولاية الوادي، بما فيها قطاع الشغل لدى الخواص، لاسيما مرض ''حمى نهر ريفت'' المنتشر في بعض دول الساحل، حيث قد يكون هناك أفارقة مصابون به نقلوه إلى المنطقة، بعد هروبهم من المجاعة والفقر وظروف الحرب التي تشهدها دولة مالي المجاورة، وهو فيروس يصيب الحيوان في البداية ثم ينتقل للإنسان. وحسب مصادر استشفائية، فإنه لم تسجل حالات وفاة جديدة غير الحالات الثلاث المسجلة سابقا، والمتمثلة في وفاة رجل عمره 28 سنة من حي 18 فبراير ببلدية الوادي، وهي أول حالة وفاة ورجل آخر عمره 49 سنة من بلدية حساني عبد الكريم، وامرأة عمرها 47 سنة من بلدية البياضة، إضافة إلى 4 حالات أخرى، منها واحدة جديدة تتراوح أعمار أصحابها بين 58 و40 سنة، وقد تم إخضاع أصحابها للعناية المركزة في مصلحة الأمراض المعدية بنفس المستشفى. وأفادت ذات المصادر بأن المتوفين والمصابين تم تحويل بعضهم من طرف أطباء خواص متخصصين في الأمراض الصدرية، حيث دخلوا مصلحة الأمراض المعدية في حالة متقدّمة من المرض المتميز بحمى شديدة وصعوبة التنفس وانسداد المسالك التنفسية والتقيؤ ما يعني، حسب ذات المصادر، بأن الضحايا كانت لديهم أمراض أخرى سابقا وحدثت لهم مضاعفات صحية، بسبب حالة الزكام الغريب.