ودّع، ظهيرة أمس، المنتخب الوطني لكرة القدم، جنوب إفريقيا، عائدا إلى الجزائر عبر رحلة خاصة من مطار جوهانسبورغ، بعد مشاركة سلبية في نهائيات كأس أمم إفريقيا، اكتفى خلالها أشبال المدرب وحيد حاليلوزيتش بنقطة واحدة بعد تعادل أمام كوت ديفوار وخسارتين أمام تونس والطوغو. نظرا للضغط النفسي الشديد والخيبة التي حلت بهم، فإن أغلبية اللاعبين المحترفين فضلوا التنقل إلى أوروبا مباشرة وعدم انتظار الرحلة الخاصة باتجاه الجزائر العاصمة، على غرار قادير وبودبوز ولحسن ومصباح، وهذا للالتحاق بنواديهم وطي الصفحة السوداء التي سجلوها في الطبعة التاسعة والعشرين من نهائيات كأس أمم إفريقيا. توديع المنتخب الوطني بلد مانديلا كان في ظروف خاصة جدا ومغايرة تماما للزيارة التي قام بها رفقاء مهدي لحسن، سنة 2010 بمناسبة المونديال. مغادرة رفقاء فؤاد قادير جنوب إفريقيا كانت على وقع الانتقادات، بل وحتى الاشتباكات مع بعض الأنصار في سابقة أولى وفي صورة قاتمة، لم يعشها المنتخب من قبل. ذلك المشهد تكرر عدة مرات منذ الهزيمة أمام تونس وعقب نهاية المباراة الثالثة
أمام منتخب كوت ديفوار، حيث كشف مصدر مقرب من المنتخب أن بعض اللاعبين دخلوا في اشتباكات مع مجموعة من المناصرين المغتربين في ملهى ليلي في منتجع ''سان سيتي'' بعد مواجهة كوت ديفوار. وقبلها كان المهاجم المحترف في نادي فيتوريا غيماريش، العربي هلال سوداني شتم أمام الإعلام الأجنبي مناصرا وجه له انتقادات عقب المردود الهزيل الذي قدمه أمام الطوغو. واذا كان بعض اللاعبين قد غادروا مطار جوهانسبورغ الدولي تحت تصفيقات الأنصار، فإن الأمر لم يكن كذلك بالنسبة للثنائي رايس وهاب مبولحي والوافد الجديد لنادي أولمبيك مارسيليا فؤاد قادير، حيث اشتبكا مع بعض الأنصار الغاضبين. مصير حاليلوزيتش.. اللغز حدث كل هذا، في الوقت الذي يتواصل لغز المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية ل''الخضر''، حيث أكد للاعبيه قبل مغادرة جنوب إفريقيا أنه لا يدري إن كان سيكمل مشواره في المنتخب أو يغادر، وقال للصحافة الجزائرية إنه سيفكر مدة أسبوع وبعدها يقرر. ورغم استعانة رئيس الاتحادية محمد روراوة ببعض مقربيه من الإعلاميين من أجل توجيه خطابه للرأي العام الجزائري بأنه قرر الاحتفاظ بدرب ''الخضر''، إلا أن مصير حاليلوزيتش لا يقرره الرجل الأول في قصر دالي إبراهيم وحده. '' الخضر'' في المركز ال31 فبعد الملايير التي أنفقتها الاتحادية من أجل قطع مشوار مشرف في دورة جنوب إفريقيا، ها هم محاربو الصحراء يودعون العرس الإفريقي كأول منتخب يقصى، حيث صنفه الاتحاد الإفريقي في المركز 13 من مجموع 16منتخبا مشاركا في الدورة، وهي حصيلة سلبية بالنظر للإمكانيات الضخمة التي وفرتها الجزائر، في حين منتخبات تتخبط في مشاكل مالية وهدد لاعبوها بالمقاطعة تواصل صنع الفرجة على غرار الطوغو وجزر الرأس الأخضر.