يؤكد رئيس المجلس الشعبي الولائي لإليزي، منصوري بلال، أنّ اعتداء تيفنتورين لن يتكرّر مستقبلا، وهو تحدّ رفعه سكان المنطقة لمواجهة مثل هذه الاعتداءات التي مسّت أمنهم، وليس أمن عمال الموقع الغازي فقط. وقال منصوري، في حوار مع ''الخبر''، إنّه يستحيل تعامل أبناء الصحراء من التوارف الأحرار مع الجماعات الإرهابية، مشيرا إلى أن الاعتداء لن يؤثر على التنمية المحلية والدليل، حسبه، العودة التدريجية للنشاط في المصنع الغازي. كيف تتعاملون مع تبعات الهجوم الإرهابي على موقع تيفنتورين؟ نحن نعيش قضية غير قابلة للتنازل، تتمثل في عدم السماح لأي كان بالمساس بوحدتنا الوطنية والأمنية. الاعتداء على الموقع الغازي بتيفنتورين جاء مباغتا، وإلاّ فإنّه ما كان ليحدث. ونحن نستنكر هذا العمل الجبان ونندّد به، لأنّه صدر عن أشخاص يعملون في الخفاء، لم نكن نتوقع منهم مهاجمة هذا الموقع الذي يعدّ الأول من نوعه في الجزائر، لم يحدث مثل هذا الأمر حتى في سنوات العشرية السوداء. وقد قمنا، فور وقوع الهجوم، بتنصيب خلية أزمة، تتكوّن من منتخبين محليين ومندوبي مختلف وحدات الأمن تحت إشراف الوالي، الذي كان بدوره دائم الاتصال بوزير الداخلية لإطلاعه على تفاصيل عملية تحرير الرهائن. ومن جهة أخرى، فإن التنسيق الأمني مع المواطنين سيمسح بتعزيز الأمن في المنطقة. ما معنى ذلك؟ بعد الحادثة، تلقينا طلبات من مواطنين بتقديم جميع أنواع المساعدة، للتصدّي لهذه الجماعات الإرهابية. ومن هؤلاء المواطنين مرشدو الصحراء ممن يعرفون جيّدا الشريط الحدودي الممتد على 1000 كلم، وهم في اتصال دائم مع عناصر الأمن لإفادتهم بجميع المعلومات، خاصة أنّهم لم يشهدوا مثل هذه الحادثة في حياتهم، ما شكّل بالنسبة لهم تحدّيا بعدم السماح بتكرارها مستقبلا. هناك تهديدات إرهابية بتكرار نفس السيناريو، كيف تفسر ذلك؟ لا نخافهم ولا ترعبنا التهديدات، مهما كان نوعها. وإن كان هؤلاء الإرهابيون يدّعون معرفة الصحراء، فنحن نعرفها أحسن منهم، شبرا شبرا، وهم يدركون تمام الإدراك بأنّنا نعرف المنطقة ونعلم المنافذ التي يتحرّكون فيها. لذلك، سيشكّل لهم تنسيق الأمن مع المواطنين صعوبة، تجبرهم على عدم تخطي حتى جحورهم. هل سيؤثر هذا الاعتداء على التنمية المحلية؟ لن يؤثر، والدليل هو المصنع الذي بدأ يسترجع نشاطه شيئا فشيئا، والأجانب سيعودون تدريجيا بعد ثلاثة أشهر. وقمنا، كسلطات محلية، بتقوية الإجراءات الأمنية، وهي كافية لطمأنة الجميع بأنّ المنطقة، بالفعل، أصبحت آمنة. كما نقوم بزيارات ميدانية لتفقد المنشآت البترولية والغازية في إليزي، على مستوى التشغيل بالتحديد. هل ينشط مع الجماعات الإرهابية مرشدون من أبناء المنطقة؟ أتحدّى من يقول هذا الكلام، لا يوجد بينهم ولا واحد من أبناء المنطقة من إليزي، انطلاقا من منطقة أسجر، مكان تواجد القاعدة والمصنع، مرورا ببرج عمار دريس إلى غاية جانت، ويستحيل أن يكون ابن منطقة تارفي حر بينهم، وما يثبت كلامي هي نتائج التحقيقات الأمنية التي أفضت إلى عدم تورط أبناء المنطقة في حادثة تيفنتورين. هناك عمال جزائريون رفضوا العودة إلى تيفنتورين؟ لم نحصل على مثل هذه المعلومات، بل بالعكس الكل على أتم الاستعداد للعودة، لأنّه مصدر رزقهم. ربما يتأخرون قليلا، لكن الثابت أنهم سيعودون جميعا. وهناك من استأنف العمل منذ أسبوع تقريبا. أمّا الأجانب، فهناك اتفاقية بين شركاء سوناطراك لمباشرة عملهم بعد ثلاثة أشهر.