استغرب قانونيون تصريحات محمّد روراوة بشأن موقفه من الأموال التي تدخل خزينة الاتحادية من الممولّين، وتحدث هؤلاء، من موقع إلمامهم بكل الجوانب القانونية المتعلقة بالدعم المالي بكل أشكاله للاتحادات الرياضية، عن ''المال العام''، مؤكدين بأنه لا فرق بين مساعدات الدولة ودعم الممولين، حين يتم محاسبة مسيري الاتحادات والجمعيات الرياضية عن المصاريف كل سنة. شدّد القانونيون، وهم يتحدثون عن نقطة تدخل في اختصاصهم، بالقول أن دعم الممولين للاتحادات يعني بالضرورة عدم أحقية الدولة مراقبة هذه الأموال هو خطأ، موضحين بأن كل الممولين يقدّمون الدعم المالي لهيئات رياضية وليس لأشخاص، ما يعني بأن رئيس الاتحادية الجزائري لكرة القدم، على غرار كل رؤساء الاتحاديات والجمعيات الرياضية، لا يحق له التصرّف في أموال الممولين مثلما شاؤوا، وهو مطالب بتبرير كل المصاريف التي استفادت منها هيئته. بوجمعة غشير: ''تلقي دعم من الممولين لا يلغي إلزامية المحاسبة'' قال المحامي بوجمعة غشير بأنه من الخطأ الاعتقاد بأن الأموال التي تحصل عليها الاتحادات والجمعيات الرياضية معفاة من المحاسبة. وأوضح الأستاذ بوجمعة غشير، رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، قائلا ''الممولون لا يقدّمون الدعم المالي للأشخاص، إنما للجمعيات والهيئات الرياضية، وبناء على ذلك فإن ما يقدمونه من دعم يصبح مالا عاما على غرار دعم وزارة الشباب والرياضة''، مضيفا ''المال العام يخضع لطرق المحاسبة العادية، ورئيس أي جمعية رياضية أو اتحادية ملزم بتبرير المصاريف والكشف عن المداخيل، والمؤسسات التي تحترم نفسها عليها بنشر محضر الجمعية بالتفصيل في الصحف والكشف عن المداخيل والمصاريف ووجهة الأموال ومصدرها أيضا مع الاستعانة بمحافظ حسابات معتمد''، مضيفا ''أقل شيء أن تضع الهيئة تحت تصرّف الأعضاء أو أي شخص المحضر الذي يكشف بدقة الحصيلة المالية، وذلك يهدف للتأكد من مصدر الأموال وطريقة صرفها لتفادي أي شبهة، تتعلق مثلا بتبييض الأموال قد تكون مصدرها المخدرات أو الإرهاب''. وواصل يقول ''من الناحية القانونية، لا يوجد فرق بين الأموال التي تمنحها الدولة لقطاع الرياضة وأموال الممولين، والشفافية مطلوبة من طرف المسير، وحتى مفتشية المراقبة والمالية من حقها التدخل والتدقيق في الحسابات، لأن المال العام ليس ملكا لأشخاص معينين وتلقي الدعم المالي من مؤسسات خاصة لا يلغي المحاسبة''. مصطفى بوشاشي: ''لم تكن هناك شفافية من ''الفاف'' في إنفاق الأموال'' صرح مصطفى بوشاشي، وهو برلماني ينتمي لحزب جبهة القوى الاشتراكية، بأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أنفقت الأموال على المنتخب بعيدا عن الشفافية، مشيرا ''لم تكن هناك شفافية من طرف ''الفاف'' بخصوص طريقة إنفاق الأموال، سواء على المنتخب أو حين تعاقدت مع المدرّب الوطني ومختلف المدرّبين وطريقة انتقائهم''. وأوضح البرلماني بوشاشي ''نتائج المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا كانت مخيّبة، وبالمقابل لم تكن هناك شفافية بشأن الأموال التي تصرف ولم تكن نتائج المنتخب تضاهي الأموال التي صرفت عليه، وهذا يعني بالضرورة بأن ''الفاف'' قامت بتبديد المال العام''. وواصل يقول ''حال الرياضة في الجزائر مثل جميع مؤسسات الدولة في نظام تسلّطي فاسد''، ليضيف ''الشعب وأهل المهنة ليس لهم مجال لمحاسبة هؤلاء''. فريد بن بلقاسم: ''أي دعم للاتحادية يعتبر مالا عاما'' قال فريد بن بلقاسم، رئيس المحكمة الرياضية الجزائرية، إن رئيس ''الفاف'' محمّد روراوة ملزم بتقديم تبريرات حول كل الأموال التي تدخل خزينة الاتحادية. واستغرب الأستاذ بن بلقاسم تصريحات روراوة التي أشار خلالها إلى أنه غير ملزم بتقديم تبريرات، مستندا إلى كون الاتحادية تموّل نفسها بنفسها، حيث قال ''الاتحادية هي هيئة كروية والممولون يقدّمون مساعداتهم المالية للهيئات وليس للأشخاص، ويستفيد هؤلاء من إعفاء نسبي من الضريبة، وعليه، فإن كل الأموال التي تدخل حساب الاتحادية تدخل في إطار المال العام، والمسؤول الأول يخضع للمحاسبة، وعليه تبرير كل ما صرفه على المنتخب وعلى الاتحادية، سواء تعلق الأمر بأموال الوزارة أو أموال الممولين، وهناك عدة طرق قانونية لمراقبة المال العام ويجب احترامها''. البرلماني أحمد بن عيسى: ''الممولون لم يقدّموا الدعم من أجل عيون روراوة'' وجّه البرلماني أحمد بن عيسى عن ولاية عين الدفلى انتقادات شديدة اللّهجة لرئيس الاتحادية، مشيرا ''الممولون لم يقدّموا الدعم المالي ل''الفاف'' لأن روراوة لديه عينان خضراوين''، مضيفا ''رئيس ''الفاف'' يقضي كل وقته في الطائرة، وليس له الوقت ليرى بعينيه ما يقوم به البرلمانيون من أجل الشعب، وعليه أن يعلم بأن مهمتنا رفع انشغالات الشعب والمراقبة أيضا''. وأشار البرلماني بن عيسى ''الاتحادية تصرف أموال السبونسور، والمموّل يقدّم وثيقة للضرائب بقيمة الأموال التي منحها للاتحادية حتى تخصم منه، وأموال الضرائب موجّهة للأشغال ذات المنفعة العامة مثل بناء المستشفيات والمطارات وأشغال الطرقات وغيرها، وبالتالي فإن الأمر هنا يتعلق بأموال الشعب، وعليه فإن الدعم المالي للممولين الذي يقتطعونه لاحقا من مستحقات الضرائب هو مال عام ومن حق البرلمانيين، نيابة عن الشعب، مراقبة وجهة المال العام''. ووصف محدثنا عمل روراوة بالسلبي، موضحا ''رئيس الاتحادية فشل على طول الخط بدليل فشل منتخب الأشبال والمنتخب الأولمبي والمنتخب الأول، وأقول له هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، وعلى روراوة أن يعلم بأن الشعب يتنفس كرة القدم، وبفشله أصبح هذا الأوكسجين الذي يتنفسه الشعب ثاني أوكسيد الكربون لأننا لم نر شيئا من اتحادية روراوة، لذلك وجب أن يكشف عن مصاريف الاتحادية حتى نحاسبه''. رئيس لجنة الشباب بالبرلمان: ''سنناقش الموضوع في الدورة القادمة'' واتصلنا برئيس لجنة الشباب بالمجلس الشعبي الوطني قاسم العيد من مستغانم لمعرفة موقفه من الموضوع، غير أن المعني بالأمر أكد ل''الخبر'' أنه يفضل الحديث عن هذا الموضوع في مكتبه بالبرلمان، مكتفيا بالقول ''لا يجب تضخيم الأمور، ففي الدورة القادمة للمجلس في بداية مارس القادم، سنحاول الاستفسار لدى وزير الشباب والرياضة لمعرفة رأيه''.