تسارعت الأحداث في بيت الاتحادية الوطنية لكرة القدم في الفترة الأخيرة، حيث عرف بيت الفاف انسحاب أسماء ثقيلة بعد قرار الذراع الأيمن للرئيس محمد روراوة وأهم الأسماء الداعمة له محمد مشرارة نائب رئيس الاتحادية ورئيس لجنة الاحتراف، الذي قرر الانسحاب من مهامه دون تقديم توضيحات إضافية، مؤكدا أنه يفضل منح الفرصة لأسماء جديدة من أجل تسيير شؤون الكرة الوطنية. لم يأت قرار الرئيس السابق للرابطة مشرارة وحيدا، حيث حذا الرئيس السابق للاتحادية مصطفى حداج نفس الطريق وأعلن أمس الأول عن استقالته من مهامه، مع العلم أن حداج يشغل أيضا العديد من المناصب الحساسة في الاتحادية، حيث يعتبر مدير المركز الوطني لتحضير المنتخبات بسيدي موسى، وكذا رئيس لجنة الانضباط التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، فضلا عن عضويته في المكتب التنفيذي للفاف. وفسر البعض استقالة الرجلين في هذا التوقيت بالذات بالنظر إلى وجود مشاكل داخل بيت الاتحادية الوطنية، وهي المشاكل المتعلقة بالصلاحيات ولعبة المناصب، حيث يأتي قرار الرجلين قبل أيام قليلة مع آخر أجل لتقديم ملفات الترشيح لرئاسة الفاف، وهو التاسع من الشهر الجاري. ومن المرتقب أن يعقب قرار الاستقالة تقدم الرجلين أو أحدهما بملف ترشيحه لرئاسة الاتحادية الوطنية خلفا للرئيس الحالي محمد وراوة التي تنتهي عهدته مطلع السنة القادمة، ورغم أنه لا توجد أي أسماء قد أعلنت صراحة عن رغبتها في رئاسة الاتحادية، إلا أن منصب الرجل الأول في الكرة الجزائرية لا يزال يغري الكثيرين، خاصة في ظل القوة المالية التي باتت تحظى بها الاتحادية، والتي تعتبر الأغنى من بين كل الاتحادات الرياضية الوطنية. ورغم استقالتهما من مهامهما، إلا أن كلا من مشرارة وحداج يملكان صلاحية الترشح لرئاسة الفاف ما دام أنهما عضوان في الجمعية العامة للاتحادية، في حين يمنع القانون أسماء أخرى كانت ترغب في الحصول على المنصب وفي مقدمتها النجم الدولي السابق رابح ماجر الذي لا يحق له التقدم لرئاسة الاتحادية. روراوة يواصل تحضير حصيلته ويتأهب لعهدة جديدة هذا وتعكف الاتحادية في الفترة الأخيرة على إعداد التقرير المالي والأدبي الذي سيتم عرضه على أعضاء الجمعية خلال أشغال الجمعية المرتقبة في مارس القادم، وسيكون رئيس الفاف مطالبا بتبرير جميع المصاريف التي قامت بها الاتحادية خلال السنوات الأربع الأخيرة، وكذا مصير جميع الأموال التي دخلت خزينة الفاف. ومن المنتظر أن يتقدم روراوة بملف ترشحه هذه الأيام من أجل البقاء في مركزه على رأس الفاف، غير أن فوزه بعهدة جديدة سيكون مهددا في حال ظهور مترشح جديد في الفترة القادمة، خاصة في ظل التكتلات التي تعرفها الاتحادية في الخفاء. مشاكل لا تخدم المنتخب الوطني وتأتي الصراعات التي طفت مؤخرا في بيت الاتحادية لتعكر تحضيرات المنتخب الوطني استعدادا للعرس الإفريقي القادم، لأن اهتمام الفاف سيتشتت بين مصلحة الخضر ومصلحة مستقبل الاتحادية، ويأمل الشارع الرياضي أن لا تساهم هذه الصراعات في التأثير سلبا على حظوظ أشبال المدرب حاليلوزيتش في الكان. حداج ل”الفجر”: “الكرة الجزائرية تعاني من الفساد ولن أنسحب من التسيير” أوضح الرئيس السابق للاتحادية الوطنية لكرة القدم أن الكرة الجزائرية تعاني حاليا من العديد من الأزمات التي ترهن مستقبلها، مؤكدا أن خطر الفساد والرشاوي بات ظاهرة منتشرة بقوة في الأندية، خاصة في الأندية الهاوية والتي تنشط في الأقسام السفلى والتي فقدت روح الرياضة الحقيقية. وأوضح حداج أنه من الضروري التصدي للفساد وإنقاذ الكرة الجزائرية، موضحا أن الجميع مطالب بالبحث عن حلول شريعة لذلك. أما عن نيته في رئاسة الفاف، فرفض متحدثنا الحديث عن ذلك، مؤكدا أنه سيواصل مهامه على رأس لجنة الانضباط التابعة للرابطة بالرغم من تخليه عن منصبه كمدير لمركز سيدي موسى.