من خصائص النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لأمّته في الآخرة، أنّها أوّل مَن يجتاز الصِّراط ويدخل الجنّة، والصراط جسم ممدود على متن جهنّم، أحَدُّ من السّيف وأدَقُّ من الشّعر، فمَن استقام في هذه الدُّنيا على صراط اللّه، نجا على صراط الآخرة، ومَن انحرف عن الاستقامة في الدّنيا، وأثقل ظهره بالذُّنوب والمعاصي، تعثَّر على الصِّراط وترَدّى. عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: ''أنّ النّاس قالوا: يا رسول اللّه! هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: ''هل تضارون في القمر ليلة البدر؟''، قالوا: لا يا رسول اللّه! قال: ''فهل تضارون في الشّمس ليس دونها سحاب؟''، قالوا: لا يا رسول اللّه! قال: ''فإنّكم ترونه كذلك، يجمع اللّه النّاس يوم القيامة فيقول: مَن كان يعبد شيئًا فليتّبعه، فيتّبع مَن كان يعبد الشّمس الشّمس، ويتّبع مَن كان يعبد القمر القمر، ويتّبع مَن كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقَى هذه الأمّة فيها منافقوها، فيأتيهم اللّه تبارك وتعالى في صورة غير الصورة الّتي يعرفون، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتّى يأتينا ربّنا، فإذا جاءنا ربّنا عرفناه، فيأتيهم اللّه في صورته الّتي يعرفون، فيقول: أنا ربُّكم فيقولون أنتَ ربّنا فيتّبعونه، ويُضرب الصّراط بين ظهري جهنّم فأكون أنا وأمّتي أوّل مَن يُجيزها''، رواه البخاري.