لم تأخذ الرابطة المحترفة لكرة القدم بعين الاعتبار النشرة الجوية الخاصة للفصل في إمكانية برمجة الجولة العشرين كاملة أو إلغائها أو بتأجيل بعض من المباريات فقط بسبب سوء الأحوال الجوية في بعض مناطق الوطن. رغم اطلاع محفوظ قرباج، رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، على النشرة الجوية الخاصة التي تحدد أحوال الطقس لمدة 72 ساعة، إلا أنه لم يتمكن، من موقعه كمسؤول عن المنافسة، اتخاذ أي قرار حاسم، يجنّب الأندية مشقة التنقل دون إجراء المباريات، ويسمح لأندية أخرى التنقل في ظروف مريحة، ما جعل أغلب المباريات التي لعبت أمس، تجري في ظروف استثنائية، ولم يتم التأكد من إمكانية إجراء بعضها سوى في آخر لحظة. قرباج يتواصل مع الأندية هاتفيا وليس بالمراسلات الرسمية واللافت للانتباه بأن محفوظ قرباج لم يتواصل مع الأندية بوثائق رسمية واختار الهاتف للحديث مع رئيس اتحاد الحراش محمّد العايب، حين أخبره عشية أول أمس بتأجيل مباراة فريقه في باتنة أمام الشباب المحلي، مؤكدا له بأن اتصاله يأتي لحرصه على جعل الفريق الحراشي يتفادى معاناة التنقل إلى باتنة دون أن يكون قادرا على إجراء مباراته. وتفاجأ رئيس اتحاد الحراش في اتصال جديد ليلة أول أمس برئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم في حدود السادسة مساء يطلب منه التنقل إلى باتنة، موضحا بأن إدارة ''الكاب'' قدمت ضمانات بأن الملعب سيكون صالحا لإجراء المباراة، ما جعل الفريق الحراشي يسابق الزمن للحجز في أولى رحلات صبيحة أمس للتنقل جوا إلى باتنة حتى يتفادى خسارة المباراة بسبب الغياب، كون رئيس الرابطة لم يتعامل مع إدارة الحراش بمراسلات رسمية إنما بالهاتف، ما يعني بأن الحراش لم يكن يملك أي دليل مادي من الرابطة يؤكد اتخاذه في وقت سابق قرار تأجيل المباراة. الرابطة تكيل بمكيالين ومقابل ذلك، لم تتعامل الرابطة المحترفة بنفس الطريقة مع وداد تلمسان المتنقل من أقصى غرب البلاد إلى الشرق لإجراء مباراته أمام مولودية العلمة، غير أن المباراة ألغيت لعدم صلاحية أرضية ملعب مسعود زوغار بالعلمة، بينما أصرّ وفاق سطيف على جعل شبيبة الساورة تتنقل إلى الشرق من أقصى الجنوب الغربي للبلاد حتى يواجهها بملعب الثامن ماي ,1945 وبقيت الرابطة المحترفة ''تحت رحمة'' ضمانات إدارة الوفاق بجعل الأرضية صالحة لإجراء مباراة في كرة القدم. ولم تأخذ هيئة قرباج أي عناء في الإطلاع على النشرية الجوية الخاصة، لتقف على حال الطرقات الرابطة بين الولايات وعلى حال المطارات أيضا، لأن سوء الأحوال الجوية يجعل الأندية تواجه صعوبات في التنقل برّا أو جوّا للوصول إلى المدن المقرر أن تجري بها مباريات الجولة العشرين، حيث إن تقديم ضمانات من الأندية المستقبلة بجعل الأرضيات صالحة للّعب لا يعتبر العامل الوحيد الذي يحدد إمكانية إلغاء المباريات من عدمه، إنما التنقل في حد ذاته هو المعيار المهم، وهو ما تحدده مختلف النشريات الجوية الخاصة بكثير من التفاصيل. الفئات الشبانية تنقّلت في ظروف صعبة فرضت بعض الأندية منطقها على الرابطة وعدم ممارسة هذه الأخيرة لصلاحياتها وتعاملها شفهيا وليس بالمراسلات الرسمية، جعل بعض الفئات الشبانية لأندية النخبة تتنقل مضطرة إلى مناطق بعيدة لإجراء مبارياتها خوفا من العقوبة وتخاطر بحياة اللاعبين خلال السفريات، حيث إن بعض الأندية لم تحصل على وثيقة من الدرك الوطني تؤكد عدم إمكانية الوصول إلى المناطق المقصودة، بينما تأجلت بعض مباريات الفئات الشبانية لحصول الأندية المتنقلة على تلك الوثيقة من مصالح الدرك، في وقت كان جديرا بهيئة محفوظ قرباج أخذ النشرية الجوية الخاصة بعين الاعتبار واتخاذ قرار مسؤول وعادل لتفادي ''البريكولاج'' في عهد الاحتراف.