يكشف كتاب ''أرشيف الفاتيكان السري حول غزو الجزائر من قبل الجيش الفرنسي''، أن الفاتيكان دعّم عملية الغزو باسم الحروب الصليبية، وذهب إلى حد دعوة الملك شارل العاشر، لإسناد مهمة تسيير الإيالة لتنظيم مالطا الصليبي. ويحتوي الكتاب الذي ألفته المستشرقة الإيطالية لورا فيشيا فافلييري، ونقله إلى الفرنسية ايمانويل باتاي، على مراسلات السفير البابوي في باريس، والذي عمل كل ما بوسعه لدفع شارل العاشر لغزو الجزائر واحتلالها، باسم نشر المسيحية في ''البلاد البربرية''. تكمن أهمية الكتاب في أنه يزيل الغموض الذي اكتنف مواقف الفاتيكان بخصوص غزو الجزائر، حيث ظل موقفها غامضا لعدم وجود الأدلة اللازمة التي تبرز موقفه. وجاء الكتاب الصادر بالجزائر عن منشورات ''عالم الأفكار''، ليبرز تواطأ الفاتيكان مع شارل العاشر، باسم نشر المسيحية في شمال إفريقيا. وورد في المقدمة التي وضعها المترجم الفرنسي ايمانويل باتاي، أن الهدف النهائي من الصفحات التي يحتويها هذا الكتاب، هو تقديم الحقيقة بخصوص أسباب الحملة الاستعمارية الفرنسية على الجزائر، وذلك وفق طرح خال من أي تصورات مسبقة. ويعثر القارئ على نصوص مأخوذة من الأرشيف السري للفاتيكان، والذي درسته لورا فيشيا فافلييري (1893 1983) بدقة، كما يسعى للكشف عن الحقيقة بشأن عملية غزو الجزائر. وعليه، فإن الكتاب المقترح على القراء بإمكانه أن يحقق التوافق بخصوص دوافع الحملة الاستعمارية الفرنسية على الجزائر. ويعتبر الكتاب أكثر من مرجع علمي، فهو مرافعة من أجل الحقيقة، بفضل الدور الكبير الذي لعبه المستشرقون الإيطاليون خلال القرن العشرين. وكتب المترجم ''فعلا، من خلال ما سيأتي، تكشف وثائق الفاتيكان وبشكل واضح أن عملية الغزو كانت عبارة عن حرب صليبية إلى جانب، طبعا، كونها حربا من أجل الكنوز، والرغبة في الثأر''، وأضاف: ''هكذا، تحدث الكاردينال آلباني، كاتب الدولة، علنا عن تصور البابا ''بي الثامن''، بخصوص الاستيلاء على الإيالة، وقال: ''الأب الروحي للمؤمنين مسرور جدا للنتائج التي تحققت من عملية الغزو والتي ستكون لها فوائد كثيرة على الأمم الكاثوليكية.. وهي فائدة تعود على الابن الأكبر للكنيسة ولخليفته على العرش وللفضائل التي يمثلها هذا الملك المقدس الذي سقط شهيدا وهو ينقل فضائل الصليب إلى الشرق لكي ترتفع روحه إلى السموات من حيث يستعد لحماية أسلحة الفرنسيين الأبطال وهم يقدمون لهذه العملية المجيدة''. ومن أجل تسهيل التصورات الصليبية، قام البابا بتقديم مساعدة للفرنسيين تمثلت في 200 فارس من فرسان سان جون بالقدس، من أجل حماية الكاثوليكية في شمال إفريقيا.