تقرر عرض 100 من أهم الوثائق التي يحويها أرشيف الفاتيكان السري، الذي بقي طي الكتمان نظراً لما يحويه من مراسلات البابوات والأمراء، وظل محروسا طيلة قرون نظرا لما يحويه من مراسلات البابوات والامراء وغيرهم من زعماء الكنيسة، وتقرر عرض 100 من اهم الوثائق التي تحويها ارشيفات الفاتيكان السرية من حيث القيمة التاريخية لتمكين الجمهور من الاطلاع عليها في روما. وتغطي الوثائق التي لا تُقدر بثمن أكثر من ألف سنة، من القرن الثامن الى العصر الحديث، وهي تتعلق بشخصيات تاريخية من فرسان تمبلر الى غاليلو والمصلح مارتن لوثر والملك هنري الثامن. وتُحفظ الوثائق عادة في غرف مكيفة في قصر من قصور الفاتيكان يضم ارشيفات تمتد أكثر من 80 كليومترا وفي غرفة حصينة داخل الأرض. وتولى خبراء في الأرشفة اختيار الوثائق من هذه المجموعة الضخمة لاقامة معرض لا سابق له في متاحف كابتولين في روما بمناسبة مرور 400 سنة على تأسيس الأرشيفات السرية، وقال الأب فيدريكو لامباردي الناطق باسم الفاتيكان لصحيفة الديلي تلغراف ان المعرض "حدث استثنائي. وكانت الوثائق البابوية تُحفظ منذ تأسيس الكنيسة ولكن الأرشيف السري لم يشغل مكانه الحالي إلا في عام 1612، عندما اعاد البابا بولس الخامس تنظيم المستودع. ومن الوثائق التي قد تكون مهمة للزوار البريطانيين مثلا رسالة كتبتها ماري ملكة الاسكتلنديين، قبل اسابيع قليلة على اعدامها بتهمة الضلوع في مؤامرات لاغتيال الملكة اليزابيث الأولى. وكتبت الملكة ماري التي تعتبر من المدافعين عن قضية الكاثوليك رسالتها باللغة الفرنسية الى البابا سكستوس الخامس من قلعة فوثرينغاي في نورثانتس في نوفمبر 1586. وستعرض هذه الرقائق بجانب وثائق من محاكمة غاليلو الذي اتهمته الكنيسة الكاثوليكية بالهرطقة في اوائل القرن السابع عشر لأنه اعلن ان الأرض تدور حول الشمس. وتحمل احدى الوثائق توقيع العالم الفلكي الذي قُدم امام محاكم التفتيش في عام 1633 ومُنعت كتبه. ومن بين الوثائق الغريبة رسالة كُتبت على حرير من امبراطورة صينية تعهدت بالولاء للكاثوليكية بعدما ادخلها الى المسيحية قساوسة يسوعيون.كما ستُعرض وثائق لم تُشاهد من قبل، تتعلق بالبابا بيوس الثاني عشر الذي اتُهم بالتقصير في عدم مناهضته محرقة اليهود بقوة كافية خلال الحرب العالمية الثانية. وكان الفاتيكان رفض بشدة دعوات مؤرخين ومنظمات يهودية الى نشر الوثائق التي تعود الى فترة البابا بيوس من 1939 الى 1958. وأوضح منظمو المعرض ان عبارة "الأرشيفات السرية للفاتكيان" اللاتينية التي خُتمت بها الوثائق تفيد معنى الخصوصية، وليس السرية وبالتالي فان هذه هي الأرشيفات الخاصة للبابوات، ويستمر المعرض من فيفري الى سبتمبر 2012 في متاحف كابتولين.