أكد المحامي التونسي مبروك كورشيد ل''الخبر''، أمس، أن آخر رئيس للحكومة الليبية في عهد القذافي البغدادي المحمودي يشارف على الهلاك بسبب تعرضه لتعذيب شديد في سجنه بطرابلس، ومنع عنه العلاج والدواء رغم أنه يعاني من عدة أمراض مثل السكري والقلب والسرطان، حسب مصادر مؤكدة من طرابلس، يضيف خورشيد. وجه محامي البغدادي المحمودي في اتصال هاتفي مع ''الخبر'' نداء إلى الضمير العالمي والمنظمات الحقوقية العالمية التدخل لإنقاذ حياة رئيس الحكومة الليبي الأسبق من الموت المحقق، داعيا السلطات التونسية التي التزمت بتوفير ضمانات محاكمة عادلة للمحمودي بعد تسليمه للسلطات الليبية بالوفاء بالتزاماتها. وكشف المحامي مبروك كورشيد أن رئيس الحكومة الليبي الأسبق أكد له في تونس قبل تسليمه إلى طرابلس، بأنه سيتم قتله قبل محاكمته لأنه يملك كما هائلا من المعلومات السرية والخطيرة، مضيفا أن الهدف من قتل البغدادي المحمودي هو قتل المعلومات التي لديه. وقامت الحكومة التونسية في جوان 2012 والتي لجأ رئيس الوزراء الليبي السابق إليها، بتسليمه إلى طرابلس، وأكدت حينها أنها تلقت ضمانات بحسن معاملته في السجن. وبدأت محاكمته في نوفمبر في طرابلس. وأثارت عملية التسليم أزمة سياسية في تونس، حيث اتخذت الحكومة قرارا بذلك من دون علم الرئيس منصف المرزوقي الذي عارضها، معتبرا أن السلطات الليبية لا يمكنها ضمان احترام حقوق المتهم. وشغل المحمودي منصب رئاسة الوزراء الليبية منذ 2006 حتى الأيام الأخيرة لنظام معمر القذافي في صيف ,2011 وهو أحد آخر المسؤولين الذين يملكون أسرار دولة حول حقبة الزعيم المخلوع الذي قتل في أكتوبر. وفر المحمودي من ليبيا في سبتمبر 2011 بعيد سيطرة الثوار على طرابلس وأوقف في 21 سبتمبر على الحدود الجنوبية الغربيةلتونس قرب الجزائر. وانتقدت مجموعات حقوقية وشخصيات معارضة تونسية بحدة قرار التسليم، معتبرة أنه ينتهك القانون الدولي بالرغم من تعهد طرابلس ضمان محاكمة منصفة لمسؤولي النظام السابق.