اختار أعضاء الجمعية العامة للاتحادية الجزائرية لكرة القدم أمس، تزكية محمّد روراوة، المرشّح الوحيد لخلافة نفسه على رأس ''الفاف''، لعهدة جديدة، هي الثالثة له في قصر دالي إبراهيم والثانية على التوالي. أعيد انتخاب روراوة رئيسا ل''الفاف'' بفندق الشيراتون بنادي الصنوبر بالعاصمة في ثوان معدودة، بعد الاحتكام إلى رفع الأيدي بدلا من الصندوق كطريقة انتخابية. وكانت التزكية بالإجماع من قِبل الأعضاء الثمانين الحاضرين من أصل 108 عضو تضمنتهم قائمة أعضاء الجمعية العامة، حيث لم تكن الاستعانة بالعازل المتواجد بالقاعة ضرورية في نظر لجنة الإعداد للانتخابات لوجود مرشح واحد، حسب تقديرهم، وهو خيار لم يلق معارضة من الحضور، وبالإجماع أيضا. ''هناك أندية لن تقدّر أبدا على النجاح في الاحتراف'' اغتنم محمّد روراوة، عقب تجديد الثقة في شخصه، الفرصة للحديث إلى أعضاء الجمعية العام، وقدّم الخطوط العريضة لبرنامج عمله في العهدة الجديدة، بجانب الأعضاء الاثني عشر الذين اختارهم لتحقيق أهدافه المسطرة. وتحدّث روراوة عن مشروع الاحتراف الذي كان محل جدل منذ بدايته، وقال ''وضع أسس الاحتراف على السكة استغرق سنوات في البلدان الأوروبية، وفي الجزائر مرت ثلاث سنوات فقط على انطلاق المشروع، ولا يمكن أن ينجح الاحتراف في هذه المدّة القصيرة، فنحن حاليا في عهد ما قبل التاريخ في الاحتراف، ونحن بحاجة إلى خمس سنوات على الأقل''. وألقى روراوة باللّوم على الأندية، محمّلا إياها بطريقة ضمنية تعثّر مشروع الاحتراف في الجزائر بالقول ''هناك أندية قادرة على النجاح في الاحتراف، وهناك أندية أخرى لم تضع طول حياتها أسس هذا المشروع فهي غير قادرة على أن تصبح محترفة، ويجب أن نعلم قبل الانطلاق في أي مشروع ما بوسعنا صنعه والقيام به''، مضيفا ''سندرس مشروع الاحتراف في ثلاث سنوات مع الوزارة، ونضع مسوّدة لهذا الخصوص وسنعالج بعض الأخطاء''. ''تحويل أفضل المدربين إلى الفئات الشبانية'' وتحدث رئيس الاتحادية عن نقاط كثيرة حول مشروع إنجاح الاحتراف بكل جوانبه، وأعاد تسليط الضوء على قضية مراكز التكوين التي تبقى رهينة القطع الأرضية التي وعدت بها الدولة الأندية المحترفة، موضحا ''عدا بعض الأندية القليلة التي استفادت من القطع الأرضية، وعدا نادي بارادو الذي يملك مركز تكوين خاص به، فإن أغلب الأندية تنتظر دوما القطع الأرضية لتجسيد مشروع بناء مراكز التكوين، ومن الضروري اليوم أن تقدم الدولة على بناء مراكز التكوين وجعلها تحت تصرّف الأندية بموجب دفتر أعباء''. وأعلن رئيس ''الفاف'' عن رهانه الجديد، المتمثّل في الاعتناء أكثر بالفئات الشبانية وبتركيبة الطواقم الفنية للأندية والمنتخبات، حيث قال: ''سنختار أفضل 300 مدرّب يملكون شهادات عليا في التدريب بغرض تكوينهم ومنحهم ديبلوم موحّد في مجال التكوين للإشراف على الفئات الشبانية، ويجب أن نولي اهتماما بالغا لمنصب مدرّب الحراس والمحضّر البدني، ففي أوروبا يتم تكوين هؤلاء في الجامعات، وعلينا، أيضا، أن نعتني بهم واستحداث ديبلوم يمنح للكفاءات في هذا المجال''. ''البعض ظن أنني مجنون ولو نطبّق القانون كل الأندية ستزول'' وأضاف ''الأندية تصرف الملايير على جلب اللاّعبين من كل ربوع الوطن، وهي غير قادرة على توفير ظروف الإقامة العادية التي يقتضيها احترافها''، مشيرا ''قبل سنتين ظن البعض بأنني مجنون، حين فرضت إقحام لاعب من الأواسط في الفريق الأول، واليوم هناك فرحات من اتحاد الجزائر وحدّوش من أولمبي الشلف، مع الأواسط''. وواصل يقول ''من واجب مسؤولي الأندية التركيز على الانضباط، فدوركم تربوي أيضا، وليس البحث عند بداية كل موسم على التتويج باللّقب، فمهمتكم ليس تقاذف الكرة، بل يجب أن تحثوا اللاعبين على التقليل من الاحتجاج على الحكّام، لأننا نملك جيلا شابا من الحكام الواعدين بفضل عمل بلعيد لكارن''. وأضاف قائلا ''لو نطبّق قانون الاحتراف بحذافيره فإن كل الأندية تقريبا ستزول، فلا يوجد إلا قلة قليلة من الأندية، على غرار اتحاد الجزائر، تحوّلت فعلا إلى أندية محترفة''. ''مضاعفة قيمة حقوق البث التلفزيوني'' وأعلن محمّد روراوة عن اتفاقه مع مؤسسة التلفزيون الجزائري ''على مضاعفة حقوق البث التلفزيوني''، على أن يتم ترسيم الاتفاق عن قريب، ''حتى نساعد الأندية على ضمان عائدات مالية''. وأضاف ''حصة الملاعب التي تحتضن المباريات 50 في المائة من المداخيل، وتستفيد الأندية من 30 في المائة والاتحادية من 20 في المائة، وقد قررنا التنازل عن حصتنا لفائدة الأندية، لكن أشير بأن الأندية تأخذ مستحقاتها كاملة قبل خصم بعض الرسوم والمستحقات، لأنها تقع على عاتق مسؤولي الملاعب دون إشراك الأندية والاتحادية في دفعها، ومن حق الفريق المستضيف أن يتكفل بالجانب الإشهاري بالملعب، حتى يضمن عائدات مالية''. كما قال رئيس الاتحادية بأن المدير العام للأمن الوطني ''أكد عدم تخلي الشرطة عن الأندية''، مضيفا ''تنظيم المباريات مسؤولية الأندية، لكن الشرطة ستكون حاضرة دوما في البداية، في انتظار إنشاء شركات حراسة خاصة تتعاقد معها الأندية للقيام بمهمة الحراسة والتنظيم داخل الملعب''، مضيفا ''نحن أفضل من عدة اتحادات أوروبية من حيث التنظيم والهيكلة''.