يتبع خصوصية القرآن الكريم اشتمال هذا الكتاب على ما اشتملت عليه الكتب السابقة، وتفضيله عليها بالمفصل من السور والآيات؛ فقد اشتمل القرآن الكريم على السور الطوال، والسور المتوسطة، والسور القصار؛ قال صلّى اللّه عليه وسلّم: ''أُعطيت مكان التّوراة السّبع، وأُعطيت مكان الزبور المئين، وأُعطيت مكان الإنجيل المثاني، وفُضِّلت بالمُفَصَّل''، رواه أحمد؛ فكان علم الكتب السّماوية السّابقة علمًا خاصًا مجملاً، وكان علم القرآن علمًا عامًا مفصّلاً. ويلحق بخصوصية القرآن الكريم، إعطاؤه صلّى اللّه عليه وسلّم خواتيم سورة البقرة، ولم تُعْطَ لنبي قبله؛ قال عليه الصّلاة والسّلام: ''إنّي أوتيتهما من كنز من بيت تحت العرش، ولم يؤتهما نبي قبلي''، رواه أحمد، يعني الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة. ومن خصائصه الرِّسالية، عليه الصّلاة والسّلام، ذِكْرُه في الكتب السّابقة، والتّبشير بقدومه، قال تعالى مخبرًا عن ذلك: {الّذين يَتَّبِعُون الرَّسولَ النّبيَّ الأمِّيَ الّذي يَجِدُونَه مكتوبًا عندَهُم في التّوراةِ وَالإنجيلِ} الأعراف:157، وقال تعالى: {وإذْ قَالَ عيسى ابنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إسْرَائِيلَ إنِّي رَسُولُ اللهِ إليكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التّوراةِ ومُبَشِّرًا برَسُولٍ يَأتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أحْمَد} الصف:6. وأخرج البخاري عن عطاء بن يسار قال: لقيتُ عبد اللّه بن عمرو بن العاص، رضي اللّه عنهما، قلت: أخبرني عن صفة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في التّوراة، قال: نعم، والله إنّه لموصوف في التّوراة ببعض صفته في القرآن: {يا أيُّها النّبيّ إنّا أرْسَلْنَاك شَاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا} الفتح:8.