شاركت العداءة السابقة، نورية بنيدة مراح، في سباق الانتخابات الأخيرة الخاصة بالعضوية في المكتب الفيدرالي للاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، في أولى تجربة لها للبحث عن خدمة رياضة ''أم الألعاب''، عن طريق تسييرها عن قرب، بعدما تألقت فيها كعداءة، ورفعت الراية الوطنية عاليا في سماء سيدني، بمناسبة تتويجها بالميدالية الذهبية، في الأولمبياد عام 2000، حينما أبكت الملايين من الجزائريين. كما شاركت في انتخابات اللجنة الأولمبية الجزائرية، إلا أن نورية مراح ستضطر إلى الانتظار للاطلاع عما إذا كانت ستكسب العضوية في المكتب التنفيذي، بعد تساوي نتيجتها مع خصمتها البطلة الأولمبية، حسيبة بولمرقة، في الموعد الانتخابي الثاني الحاسم الذي برمج بعد أسابيع. ولفتت البطلة النظر عندما قالت إنها لن تتردد في توظيف تجربتها الطويلة فوق المضمار لفائدة العدائين الشباب والمواهب الصاعدة، لإعادة بريق ألعاب القوى الجزائرية. ''ترشحي لاقى ترحيبا كبيرا'' كشفت العداءة، التي تشغل منصب نائب رئيس الفرع في المجمّع الرياضي البترولي، أن فكرة الترشح لانتخابات المكتب الفيدرالي للاتحادية ظلت تراودها لمدة طويلة، وتلقت الترحيب من زوجها، بمجرد أن طرحت الاقتراح عليه، ما دفعها إلى خوض التجربة الجديدة في مشوارها، والترحيب نفس وجدته من الوسط الرياضي، بمجرد أن ترشحت لعضوية المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الجزائرية. وكشفت بنيدة مراح أنها توقفت عن المشاركة في المنافسات لمدة أربع سنوات، إلا أنها ظلت تمارس الرياضة، مثلما تؤكد عليه، وفي الوقت نفسه تتابع الأحداث التي تشهدها الرياضة الجزائرية، وخاصة ألعاب القوى. واقتنعت بفكرة خوض التجربة الانتخابية، مثلما تتحدث البطلة الأولمبية، لأنها اقتنعت أن البطل يجب أن يجد مكانه في الساحة الرياضة، بعد اعتزاله المضمار. ''سأحارب الإقصاء وكل عدّاء له الحق في المساعدة'' دافعت صاحبة اختصاص ال 0051متر، عن البرنامج الذي تريد تجسيده في الاتحادية، وقالت إنها ستعطي أولوية خاصة للعدّائين الشباب، وبحسبها، فإن كل عدّاء يجب أن ينال حصته من الدعم المالي والمعنوي، وأضافت أنها ستحارب الإقصاء بكل أشكاله، وأشارت إلى أن العدّائين الذين لا يعترف بمواهبهم بإمكانهم أن يتحوّلوا إلى أبطال، مؤكدة أنه يستوجب إعطاء كل عدّاء حظه للاستفادة من فرص النجاح. ''المنشطات آفة وعلى الجميع التصدي لها'' لم تخفِ البطلة الأولمبية قلقها من انتشار ظاهرة تعاطي المنشطات التي تورّط فيها عداءان دوليان معروفان، وهما بورعدة وبوراس، اللذين أقصيا بسببها لعامين، أسابيع قليلة قبل انطلاق الأولمبياد الأخير بلندن، وحرم العداءان الجزائر من فرص للتتويج بميداليات. وقالت إن القضية، التي شوّهت صورة ألعاب القوى الجزائرية، زعزعت حالتها النفسية، واضطرت إلى ذرف الدموع، كونها خشيت أن تتهم بتناول المنشطات، وأيضا أن يتم ربط نتائجها الفنية بتناولها مواد محظورة. وأضافت أن الظاهرة في تنامي مستمر في الجزائر، وأثارت الانتباه أنه حان الوقت للتصدي لانتشار الآفة، قبل أن تستفحل الظاهرة أكثر. وأكدت أن محاربة المنشطات تظل أحد أولوياتها، ودافعت عن نظافة نتائجها السابقة، وقالت إنها كانت تدرك مخاطر تناول المنشطات على صحتها، وأيضا على سمعتها، ما جعلها لا تفكر حتى في تناولها، على حد وصفها. ''إستراتيجية المتابعة غائبة في الجزائر'' في ردها على سؤال حول دوافع تراجع التمثيل الجزائري دوليا، قالت المتحدثة إن إستراتيجية المتابعة غائبة على مستوى العدّائين الشباب، وذكرت العدّاءة أنها لو لم تفرض نفسها بعدما اقتنعت أنها ستكون بطلة، لما استفادت من الإعانات المالية، وقالت إنها قامت بتحدي الجميع لإيصال رسالتها إلى المسؤولين في الاتحادية والوزارة، ولحسن حظها، لم تخيّب محيطها والمسؤولين الذين وضعوا ثقتهم فيها. واعترفت البطلة أن التجربة التي عاشتها كعدّاءة لم تكن سهلة، ما جعلها تكثّف جهودها وتقوم بتضحيات كبيرة لتحقيق النجاح. وقالت إنها تسعى إلى دعم قوة اتحادية ألعاب القوى، لجعلها تتمتّع بقدر كبير من المصداقية وتنتج العديد من الأبطال، مثلما كان عليه الحال بالنسبة للعدّائين نور الدين مرسلي وحسيبة بولمرقة، وعبّرت عن الحرارة نفسها في الدفاع عن نظافة الرياضة، في حال أنها انتخبت ممثلة للعنصر النسوي في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الجزائرية.