طالب عمار بوراس وأحمد ماهور باشا، مدربا العدائين زهرة بوراس والعربي بورعدة على التوالي، بإجراء تحقيق بشأن تعاطي العدائين المنشطات، بعدما ثبت أنهما متورطان في تناول مادة محظورة، ما جعلت مشاركتهما في الأولمبياد القادم مستبعدة. طالب المدرب عمار بوراس، والد العداءة زهرة المختصة في سباق ال800 متر، إلى جانب الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، بإجراء تحقيق معمق لكشف الجهة المسؤولة عن تناول العداءة زهرة للمنشطات. وبخلاف المدرب ماهور باشا، الذي يفضل التزام الصمت إلى غاية الكشف عن نتائج التحاليل الثانية ل (فئة-ب)، قال بوراس في تصريح ل''الخبر''، أمس، أنه يشدد على إجراء تحقيق لكشف كل ملابسات هذه القضية، التي اعتبر أن ابنته ضحية فيها. وقال المدرب السابق للبطلة الأولمبية حسبية بولمرقة، إنه راسل وزارة الشباب والرياضة على غرار الاتحادية لفتح تحقيق، مضيفا أن الاكتفاء برفع دعوى قضائية ضد مجهول من قبل الاتحادية غير كاف، ويتطلب الذهاب بعيدا في هذا الملف لكشف كل تفاصيله. ولم يخف بوراس تحسره للحالة الصحية لزهرة التي تدهورت، والتي اضطرت -مثلما يضيف- إلى التنقل أمس، إلى فرنسا لإجراء تحاليل هرومونية وبسيكولوجية، بسبب تفاقم وضعية صحتها، جراء المادة المحظورة التي تناولتها. وشددت العداءة، بحسب والدها، على أنها لن تجري مستقبلا مترا واحدا قبل أن تعلم حقيقة ما حدث لها. الطبيب بن سلطان يمثل العدائين في مخبري ألمانياوفرنسا وسيكون الطبيب زهير بن سلطان، الذي يشغل أيضا منصب عضو في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الجزائرية، ممثلا للعداء العربي بورعدة يوم 11 جويلية الجاري بألمانيا لحضور عملية الكشف عن المنشطات، ل (فئة-ب)، وهي العملية التي طالب العداء بورعدة المختص في منافسة العشاري، بإجرائها على حسابه الخاص. ولا يستبعد أن يكشف المخبر الألماني النتيجة في نفس يوم إجراء التحاليل على العينة الثانية، ونفس العملية طالبت العداء زهرة بوراس بإجرائها، يوم 18 من نفس الشهر بفرنسا، مقابل أكثر من 500 أورو للعملية الواحدة. وقال بن سلطان، في تصريح أمس ل''الخبر'' أن العدائين وافقا على تمثيلهما في عملية الكشف عن العينة الثانية المخزنة في المخبرين، الألماني والفرنسي، للعدائين بورعدة وبوراس يومي 11 و18 جويلية الجاري، وأوضح بن سلطان أن الطلب يتعين أن يكون كتابيا مقابل دفع مبلغ مالي، على حساب العدائين. وقال إن التحاليل التي ستجرى على مستوى العينة الثانية تأخذ وقتا، ويحق للعدائين إجرائها بحضورهما. وعن سؤال حول ما إذا كانت سياسية محاربة المنشطات في الجزائر تتضمن تقصيرا، قال بن سلطان إن العدائين الجزائريين يخضعون لمراقبة صارمة ليس فقط من الجهة المختصة في الجزائر، وإنما أيضا من جانب الاتحادية الدولية، وقال إن العدائين ممن يملكون مستوى عاليا، لا يمكنهم التلاعب بالمنشطات في وقت يعلم هؤلاء أن أعين الاتحادية الدولية تراقبهم في أي مكان، مرجحا أن يكون العداءان تناولا ما يعرف بالمواد الغذائية الإضافية، التي قلما تحمل مواد منشطة، مضيفا أن هذه المواد كثيرا ما يقبل عليها العداؤون للرفع من طاقاتهم، مرجحا أن تكون هذه المواد الغذائية مسؤولة عن نقل المادة المنشطة إلى جسمي العدائين بوراس وزهرة، دون علمهما، على حد وصفه. مبادرة متأخرة لمكافحة المنشطات بعيدا عن أعين الصحافة، قامت مصالح وزارة الشباب والرياضة، تحت إشراف الوزير الهاشمي جيار مؤخرا بتأسيس جمعية وطنية لأخلاقيات الرياضة، تتشكل من الرياضيين السابقين، وهي جمعية جاء تأسيسها متأخرا، قياسا بالفضيحة التي عاشتها الأسرة الرياضية الجزائرية مؤخرا، عقب اكتشاف العدائين بورعدة وبوراس تورطهما في تناول المنشطات، وجاءت الجمعية في وقت يطرح السؤال نفسه، بشأن مصير المبادرات السابقة، الخاصة بمحاربة المنشطات، مثلما هو الحال بالنسبة للمبادرة السابقة الخاصة بإنشاء الوكالة الوطنية لمحاربة المنشطات، وهي المبادرة التي وصل ملفها إلى مكتب المسؤول الأول عن الحكومة وقتها.