أكدت وزارة الشؤون الخارجية أن السلطات الليبية كانت على علم بموعد مغادرة عائلة القذافي الجزائر ووجهتها إلى سلطنة عمان منذ ستة أشهر، وأن الجزائر وليبيا وسلطنة عمان نسقت فيما بينها عملية مغادرة واستقرار عائلة القذافي إلى وجهتها الحالية. وقال عمار بلاني، الناطق باسم وزارة الخارجية لوكالة الأنباء الجزائرية، أمس ''إن التصريح الجديد الذي أدلى به (أمس) السفير الجزائري في ليبيا لوكالة الأنباء الليبية بخصوص عائلة القذافي، يتيح لي فرصة الحديث مجددا عن هذا الموضوع للتأكيد بأن عددا من أفراد عائلة القذافي قد غادروا بالفعل الجزائر بطلب منهم، بغرض التوجه إلى سلطنة عمان''. وأضاف بلاني أن ''هذا التنقل شكل محور قرار مشترك بين البلدان الثلاثة وهي الجزائر وليبيا وسلطنة عمان''. وكان بلاني يوضح بشأن تصريح أدلى به السفير عبد الحميد بوزاهر، أمس، أكد فيه ''عدم مغادرة كامل أفراد عائلة القذافي الأراضي الجزائرية''. وقال بوزاهر ''تصحيحا لما كنت قد صرحت به سابقا (الجمعة الماضي) بشأن مغادرة عائلة القذافي الجزائر، فإنها لم تغادر بكامل أفرادها وإنما جلهم''، دون أن يكشف عن الأفراد الذين غادروا والذين بقوا في الجزائر. وتضم عائلة القذافي التي لجأت إلى الجزائر منذ 26 أوت 2011، أرملته صفية فركاش وابنته عائشة ونجليه محمد وحنبعل وزوجتيهما وأطفالهم. ويرجح أن يكون محمد القذافي قد بقي في الجزائر، فيما تكون عائشة القذافي وشقيقها حنبعل قد غادرا إلى سلطنة عمان بعد إصدار الأنتربول قائمة حمراء لاعتقال عائشة وحنبعل بتهمة تهريب الأموال. وفي وقت سابق من يوم أمس، قال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية ل''الخبر'' إن الجزائر كانت على اتصال مع نظيرتها الليبية لإطلاعها على طلب المغادرة الذي قدمته عائلة القذافي بعد تلقيها عرضا باللجوء إلى سلطنة عمان منذ ستة أشهر. وذكر نفس المصدر أن سلطنة عمان قدمت عرضا لاستقبال عائلة القذافي لأسباب إنسانية بحتة، واشترطت عليهم الالتزام بعدم المشاركة في أي نشاط معاد للسلطة الجديدة في ليبيا، وذكر المسؤول أنه ''بالنظر إلى الآثار القانونية للقضية، بما في ذلك الحاجة إلى إبلاغ مجلس الأمن، فإن وزراء خارجية الجزائر وليبيا وسلطنة عمان سيجتمعون في الدوحة على هامش القمة العربية المنعقدة في الدوحة، ليدلوا بتصريح مشترك حول القضية''. ويعتقد أن يكون اختيار عائلة القذافي لوجهة سلطنة عمان لطلب اللجوء إليها والاستقرار فيها، له صلة بعلاقات وثيقة كانت تربط العقيد الليبي مع السلطان قابوس، حيث كان يقضي أياما للراحة والاستجمام بشواطئ السلطنة.