يلتقي 25 مصمما جزائريا بمركز الفنون والثقافة لقصر رياس البحر، ليقدّموا عروضا مختلفة تحمل لوحات وتصميمات من توقيعهم. المعرض الذي يقام في رحاب الذكرى الخمسين للاستقلال، من تنظيم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، يعتبر الأول من نوعه في الجزائر. وقد افتتح معرض ''مصمّمون جزائريون''، أمس الأول، وسط حضور معتبر من الفنانين وهواة الابتكارات الذين طرحوا العديد من الأسئلة، لاسيما فيما يخص طريقة إنجاز الأعمال المعروضة، وتكاليفها وأسعارها. وعن الأسماء المشاركة في المعرض، تقول أمال بودبوز، رئيسة دائرة الفنون البصرية والتراث: ''لقد تكفلت لجنة التحكيم التي يرأسها فنان جزائري وممثل عن المعهد العربي في فرنسا، باختيار الأعمال المشاركة في المعرض، والذي يحرص على تقديم الروح الجزائرية''. وفيما يعتب بعض الحضور على آليات اللجنة في اختيار المصمّمين المشاركين في هذه التظاهرة، قال محافظ المعرض، الفنان التشكيلي هلال زبير، ل''الخبر'': ''لقد تقدم لنا في البداية 35 فنانا، متخرجين من المعهد العالي للفنون الجميلة، واخترنا 24 مصمما، إضافة إلى فنان متخصص في الغرافيك من الشباب لتمثيل الجزائر في المعرض الأول في فرنسا''. ويدافع المشاركون في المعرض عن أحقية المصمّمين في الاستعانة بالأيادي الحرفية لتجسيد أفكارهم، كما يؤكد الفنان عبد الحميد حمياني، المتخصص في الديكور الداخلي، والذي يشارك في المعرض بلوحة ''مصباح سيلووات'' و''شبيكة''، أن هناك فرقا بين الفنان والحرفي، كما يقول: ''الفنان يحمل أفكارا وليس مطالبا بتجسيدها، فمن حق الفنان الاستعانة بحرفيين لتجسيد أعماله، وهو شأن معظم الأعمال المشاركة في المعرض''. ويحمل تصميم حمياني مؤثرات ضوئية تعكس نمط عصور المماليك، يقول حمياني الذي نجح في حصد العديد من الجوائز على أعماله المخلدة على جدران العديد من المباني الهامة في الوطن ''إن من أهم الصعوبات التي تواجه الفنان التشكيلي والمصمّم في الجزائر غياب سوق حقيقية للأعمال الفنية''. وتعكس تصميمات المشاركين الأفق الحضاري لتراث الجزائر، والذي أضاف عليه كل مصمّم نكهة عصرية. ونجد بين الزوايا المتعدّدة للمعرض محاولة الفنان آدم سلماتي كسر المألوف بلوحة ''كرسي قريف'' الذي يمزج فيه الفنان بين كرسي وآلية عمل السيارة، وفي أفق المعرض تصميمات وعروض أزياء من توقيع كريم صيفاوي ومحمد زين الدين. وتعتبر هذه التظاهرة الفنية الأولى من نوعها في الجزائر، والتي تمتد إلى غاية 28 ماي القادم، قادمة من فرنسا، حيث تم تنظيمها لأول مرة في إطار برنامج متعدّد بمعهد العالم العربي بباريس.