هناك أصوات أمريكية تدعو إلى مراجعة سياسة العقوبات الفاشلة هل الخطوات التصعيدية من كوريا الشمالية والولاياتالمتحدةالأمريكية قد تدفع الطرفين إلى حرب نووية؟ الوضع خطير، لأن هناك احتمالات لوقوع خطأ في التحليل والتقدير للخطوات التصعيدية، خاصة وأن هناك قيادات جديدة غير معروفة للطرف الآخر في كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، ولكن بيونغ يانغ تسعى من خلال هذه الخطوات التصعيدية إلى ثلاثة أهداف: الاعتراف بنظامها، ورفع العقوبات، والتوصل إلى معاهدة سلام، لأن الحرب الكورية وإن توقفت في 1953 إلا أنه لم تكن هناك أي اتفاقية سلام بين الكوريتين، هناك فقط هدنة، فحالة الحرب إذن لازالت قائمة (منذ ذلك التاريخ). وهل تملك كوريا الشمالية القدرات العسكرية لردع الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ هناك اعتقاد لدى الكوريين الشماليين بأن سيادتهم تم الانتقاص منها، لذلك كان رد كوريا الشمالية تحريك صاروخ والتهديد بتوجيه ضربة نووية إلى البر الأمريكي، بينما ردت الولاياتالمتحدةالأمريكية بوضع نظام صاروخي للرد على أي صواريخ يمكن أن تضرب كوريا الجنوبية، وهناك جدل في الولاياتالمتحدةالأمريكية، هل الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية يمكنها الوصول إلى الولاياتالغربية في أمريكا أم لا. هل ستقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بتوجيه ضربة استباقية إلى كوريا الشمالية، كما لوّح بذلك عضو في الكونغرس الأمريكي؟ هذا مستبعد، ولكن في حالة ما إذا كانت هناك أدلة مؤكدة بأن كوريا الشمالية تنوي تنفيذ تهديداتها النووية حينها سيكون الرد الأمريكي مدمرا، فهناك قلق أمريكي متصاعد إزاء التهديدات الكورية الشمالية، وفي نفس الوقت هناك استعدادات لأي احتمال خاصة وأن واشنطن وقعت اتفاقية جديدة مع سيول لمواجهة أي استفزازات من بيونغ يانغ. وهناك أصوات داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية تدعو إلى إعادة النظر في سياسة العقوبات والعزل التي استعملتها واشنطن بيونغ يانغ، وهناك تساؤلات أمريكية حول الجدوى من وقوف أمريكا للدفاع عن كوريا الجنوبية رغم أن عدد سكانها ضعف سكان شقيقتها الشمالية واقتصاد سيول 40 مرة أكبر من اقتصاد بيونغ يانغ، قد تكون هناك رؤى جديدة بشأن حل الأزمة الكورية لكن المهم في الوقت الحالي الوصول إلى تهدئة وهذا الأمر بالغ الصعوبة. وما هو موقف الصين، حليفة كوريا الشمالية الرئيسي، إزاء هذه التطورات؟ الصين ليست غائبة عن هذه التحركات، رغم انتقادها للموقف الكوري الشمالي، إلا أن أمريكا قلقة من تزايد النفوذ الصيني في العالم، بينما بيكين تعتبر كوريا الشمالية بلدا حليفا وعازلا، وهو ما يجعل بعض الأمريكيين يعتقدون بأن الصين هي من توقف وراء كل ما يحدث، إلا أن الموقف الرسمي الأمريكي يؤكد بأن الصين ترغب في المساعدة لحل هذه الأزمة. ماذا عن روسيا؟ الموقف الروسي وجه انتقادات أكثر لكوريا الشمالية، رغم أن روسيا قلقة أكثر من الدرع الصاروخي الذي نشرته الولاياتالمتحدةالأمريكية في أوروبا الشرقية وتركيا، أما الصواريخ الأمركية في المحيط الهادي وفي كوريا الجنوبية واليابان فهي بعيدة.