روسيا لن تسمح لأمريكا بتقرير مصير الشرق الأدنى لوحدها ما مدى جدية إعلان كوريا الشمالية ''حالة الحرب'' وتهديدها بضرب البر الأمريكي بلا شفقة؟ ليس هناك تطورات خطيرة جدية على الأرض، وإنما كل ما هنالك رد فعل على المناورات الاستفزازية الأمريكية مع كوريا الجنوبية، ورد الفعل السياسي والإعلامي المتزايد لكوريا الشمالية ليس جديدا، فكوريا الشمالية تريد أن توصل رسالة إلى واشنطن بأنها على استعداد للرد على استفزازاتها، فرغم إعلان حالة الحرب، إلا أن حرية التجارة مازالت متواصلة بين الكوريتين، لذلك فالتصعيد السياسي والإعلامي لا يؤثر على ما يجري على الأرض، لكن ما يحدث يتمثل في موجة من الغضب الكوري الشمالي من السياسة الأمريكية في الشرق الأدنى. ما هي الرسالة التي أرادت واشنطن توجيهها إلى بيونغ يانغ من خلال استعمال طائرات استراتيجية بإمكانها إطلاق قنابل نووية في مناوراتها مع سيول؟ أمريكا تقوم بخطوات ردعية في اتجاهات مختلفة ليس ضد كوريا الشمالية ولكن ضد روسيا، فهي لا تريد الحوار بل تتدخل بشكل واضح في كوريا الشمالية وفي سوريا وأفغانستان والعراق وليبيا، وتتدخل في كل أنحاء العالم.. وهذا يزعج روسيا، والخارجية الروسية أكدت أن هذا غير مقبول مع أمريكا، فبعد ربع ساعة من مشاركة وزير الدفاع الروسي في لقاء مجموعة بريكس (روسيا، الصين، البرازيل، الهند، وجنوب إفريقيا)، أعلن عن مناورات عسكرية في البحر الأسود ردا على السياسة الأمريكية بصفة عامة. أمريكا أعلنت أنها تأخذ تهديدات كوريا الشمالية محمل الجد، فهل من الممكن أن تتخذ واشنطن خطوات تصعيدية جديدة؟ واشنطن تستفيد من هذه التطورات، وترد عليها بابتسامة لأنها تعلم أن كوريا الشمالية لا يمكنها تدمير أمريكا، ولكنها ستتخذ من هذه التهديدات مبررا لتقوية وجودها في المحيط الهادي والشرق الأدنى، والصواريخ التي يتم نشرها في المنطقة موجهة إلى روسيا وليس إلى كوريا الشمالية.